مخرجات الحوار .. لماذا يرفضها الجنوبيون ؟!

المكان صنعاء وبالتحديد في فندق من أرقى فنادق اليمن إنه فندق موفمبيك ، والزمان فترة حكم رئيس استثنائي لفترة استثنائية ساقته الأقدار لتسيير الأمور وفق مشيئة الله ثم بحكمة هذا الرجل ، رجل اليمن الأول هادي ، والمتحاورون من كل الطيف السياسي والاجتماعي ، شروط الحوار لا شروط فكل الحلول ممكنة فزمن الغطرسة والتعالي قد ولى ، وسقفه السماء ، لا تكميم للأفواه ، فالحوثيون صرخوا صرختهم ولم يمنعهم أحد والحراكيون رفعوا علمهم ولم ينزله أحد وكل طرف من الأطراف باح بما يجول بصدره .


الراعي هادي والرئيس هادي والكل في نظر هادي سواء ، استمر الحوار فترة من الزمن ربما طالت قليلاً ولكنها خرجت لنا بمخرجات تفوق ما كنا نتصوره ، تمخضت لنا بولادة دولة اتحادية جديدة الكل فيها سواء ، فالعهد عهد هادي عهد الدولة الاتحادية التي رسم محياها داهية اليمن هادي ، ولم يتبق إلا التنافس بين الأقاليم والعبقري من يبني أقليمه .


مرت فترة الحوار وتجرعها صالح والحوثي ، لأنها لم توافق هوى النفس عندهم ، وشطح بعض الجنوبيين وطالبوا بما هو أبعد ، ولكن الحكيم اليماني ينظر بحكمته إلى بعيد ، في حين كان نظر البعض لا يبتعد عن أرنبة أنوفهم ، فالحلم الذي كنا نخرج من أجله في مليونيات عديدة لم يحقق لنا ما تحقق في زمن المشير هادي،وهذا ما عايشناه حقيقة في الحرب الأخيرة إذ توصلنا إلى حقيقة مفادها صعوبة تحقيق تقدم نحو ما نصبوا إليه كجنوبيين في ظل حكم صالح وترسانته العسكرية وأمبراطوريته المالية ، وعلمنا علم اليقين أن هادي درس الواقع وسار بنا خطوات واثقة نحو ما نصبوا إليه ولكنها كانت خطوات مدروسة وحاسمة ، فخرج الجنوبيون بأقليمين وهذه خطوة في الطريق الصحيح .


لقد عمل هادي عملاً جباراً وسار باليمن نحو الدولة الاتحادية ، فكل استغرابي لماذا يقف الجنوبيون في طريق هادي وتوجهات هادي ودولتهم أصبحت بين أيديهم ؟
أين الجنوبيون الراشدون ليجتمعوا على مخرجات مؤتمر الحوار المجمع عليه أقليمياً ودولياً ؟
وبناءً عليه نطالب من كل جنوبي حر وعاقل أن يبارك هذه المخرجات وأن نتعقل ونقبل بمخرجات الحوار إلا إذا كان لأحد من الجنوبيين هاجس آخر يدور في رأسه .
فلقد أصبحت مخرجات الحوار وثائق جاهزة للتطبيق على الأرض وما على الجنوبيين إلا مساعدة أنفسهم لتطبيقها على الأرض وخطوة خطوة سنصل للهدف ، لأن تخطي الواقع صعب فنحن بحاجة لترتيب وضعنا وإصلاح ذات البين أولاً والنظر للمستقبل بعين الخبير المجرب لا العنيد المستعجل ، فهذه المخرجات هدايا السلام قدمها لنا هادي في مؤتمر ناجح تابعه العالم كله وأجمع عليها الكل .


ومن هنا فعلى الجنوبيين التقاط الفرصة والفوز بما تحقق من مخرجات الحوار والسير قدماً نحو بناء أقليماً ناجحاً ليكون نواة لدولة ناجحة في المستقبل .


أيها الجنوبيون تعقلوا ولا تتسرعوا ، فكل قراراتنا متسرعة لهذا نندم عليها حين لا ينفع الندم ، فقد جرنا التسرع إلى وحدة مايو 90 م واليوم جاءنا هادي ليخرجنا من هذا النفق المظلم وبتروٍ وعقلانية ولكننا نريد كل شيء على عجل حبحب على السكين كما يقول المثل ، أيها الجنوبيون إن هذه الأمور العظام وبناء الدول يحتاج منا إلى التأسيس على قاعدة قوية ومتينة لا ضرر ولا ضرار ، وأفكار مدروسة ، وليس كل من خزن وقرح معه القات قال أنا المنقذ وأنا من سيأتي لكم بالمستحيل ، ولهذا ومن باب الغيرة على الجنوب أقول لكم اصطفوا مع هادي فالعالم كله لا يعترف إلا بهادي وشرعيته وهادي منكم وفيكم فاحمدوا الله ، ولا تخذلوا الرجل فيتأخر الركب بنا ، قلت قولي هذا ليسلم الجنوب من القرارات المستعجلة وغير العقلانية ، والله من وراء القصد .

 

مقالات الكاتب