ما كان هذا العشم يا محافظنا الهمام

عندما سمعنا بقدومكم يا سيادة الأخ المحافظ فرحت مودية بمنازلها وشوارعها وجبالها ووديانها ، اشرأبت جبال فحمان تنظر قدومكم وكادت ثوعة تتدفق سيولها فرحاً فالكل كان مرحباً، سيادة المحافظ لقد تهللت وجوه أبناء مودية لسماعهم بقدومكم وانتظرنا قدومكم ولكن المفاجأة كانت صادمة لنا عندما سمعنا اقتصاركم في زيارتكم هذه على مديرية لودر .

 

إن استثناء مودية من زيارتكم هذه يدخلها في حسابات ضيقة، فقد يتبادر إلى ذهن بعض الناس أن هذه المديرية لا تستحق زيارتها والجلوس مع أهلها، وقد يفهمها البعض على أنها وكر للإرهاب، وهذا بدوره يمنع عنها المشاريع والمساعدات والمعونات ويجعل المنظمات تتجنبها ما دام محافظها يخشى زيارتها .

 

سيادة المحافظ لقد كان الجميع بانتظارك لطرح همومهم ومشاكلهم، فهل استكثرت عليهم تنفيس همومهم وكرباتهم بالحديث إليك، ولكني أعود وأقول عندك حق فابناؤها المسؤولون قد هجروها وهم في أعلى مناصب الدولة، فكيف بك وأنت ربما لا تربطك بها إلا المسؤولية كمحافظ ؟!

 

سيادة الأخ المحافظ لقد كنت أنا وزميلي وأخي كمال الجعدني مجهزين لك كأساً من عصير الليم الذي تشتهر به مودية ومزارعها المشهورة، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، للأسف خابت ظنوننا في هذه الزيارة، فإنه كانه يحدونا الأمل أن نحظى بزيارتكم لنا لطرح هموم المديرية كلها، فلا كهرباء إلا بمقدار أن يحللوا لقمة الديزل التي يلهفها المتنفذون في كهرباء المنطقة الوسطى، ويحللوا لقمة الإيراد الذي يصل إلى الملايين شهرياً، ونعود ونقول : رحمة الله على أيام عبدالرحمن سالم عندما كان مديراً للكهرباء.

فمودية تعاني فلا ماء، ولا مجاري، ولا مدارس تستوعب الطلاب، ولا كلية لهذه المديرية، ولا باص لنقل طلابها لأقرب كلية إليها، ولا مستشفى بأمكانيات معتبرة، سيادة الأخ المحافظ وكأنني بمودية تجر تنهيدة عميقة جراء إهمالها من المسؤولين .

 

سيادة المحافظ لقد عاتبتنا مودية عندما عدنا ولم تكن معنا، عاتبنا كل شيء فيها، وقلنا لهم فلتلتمسوا العذر للأخ المحافظ فمشاغله كبيرة، ومشاغل كل المسؤولين أكبر من هذه المديرية، فيكفيها شرف أنها أنجبت خيرة رجال هذه المحافظة، فلتنم على هذا الشرف، وكفانا الله كل المسؤولين، أما بالنسبة لليم فكمال الجعدني قد شرب له نشفة منه وأنا طميت الباقي، ونعود ونقول : ما كانش العشم يا محافظنا الهمام، ولكن خيرها في غيرها ...

مقالات الكاتب