أويحيى لا يموت!

كتبت منذ سنوات، لما خلف أويحيى عبد العزيز بلخادم على رأس الجهاز التنفيذي، مقالا بعنوان ”أويحيى أو يموت”، فالرجل لم يمت، وما زال ينبعث في كل مرة من رماده، وتطرقت وقتها للأسباب التي أدت إلى اختيار الرجل للمنصب للمرة الثالثة وقتها، وهي ليست نفس الظروف اليوم، بعد الحرب القذرة التي قادها الإعلام وبارونات الاستيراد على رئيس الوزراء الذي أزيح بطريقة مشينة حتى قبل عودته إلى منصبه بعد عطلة مضطربة. عودة أويحيى اليوم دليل على أن الرجل القوي مازال قويا، فأويحيى هو رجل الجنرال توفيق الذي يبدو أنه لم يمت ومازال يحرك البيادق على شطرنج السلطة.

 

ثم أويحيى ليست لديه مواقف ثابتة، وسياسته تتبدل حسب الظروف. صحيح أن لديه خبرة كبيرة في تسيير الأزمات، وخاصة الأزمات المالية، وقد برهن على ذلك طوال سنوات الأزمة الأمنية، لكن الأمر اليوم يختلف، وتعيينه في المنصب هو استمالة للرياح السياسة إلى القبائل، وإن طال به الزمن سيكون مرشح المنطقة لرئاسيات 2019 التي وقع كل ما وقع من حروب إعلامية ضد تبون بسببها، هذا إذا لم يترشح بوتفليقة لعهدة خامسة.

 

وربما هي النقطة الإيجابية في التحول الجغرافي، فقد حان الوقت ليكون الرئيس المقبل من منطقة القبائل، حسب منطق التوازنات الذي يسير الحكم. فهل ستكون حكومة أويحيى التي سيبدأ بتشكيلها عاجلا، حكومة إنقاذ وطني، بحيث لن تكون حكومة الأغلبية في البرلمان. فولد عباس ليس لديه الوزن لفرض رأيه في التشكيلة، ثم الأولوية الآن لخلق الثروة ومناصب عمل وتطوير منظومة الإنتاج، ودعم الاستثمار المحلي، لكن بعيدا عن الفساد المستشري.

 

لكن السؤال الذي يفرض نفسه اليوم، لماذا لم يتم تعيين أويحيى مباشرة على رأس الحكومة بعد إقالة سلال؟ أم أنها كانت حقا فترة تبون فترة هدنة ريثما يتوصلون إلى وفاق في دواليب الحكم؟ الإيجابية الأخرى في التعيين الحالي أن الزوبعة السياسية التي نغصت على الجزائريين صيفهم قد انتهت، في انتظار زوابع أخرى لتلهية الرأي العام.

مقالات الكاتب