الواقع ما بين المفهومية والاستفهام

من الصعوبة أن تميز ما بين الواقع اليوم وواقع الماضي لأنه لكل واقع منهم تاريخ قديم وحديث  يتحدث عن تجارب الحياة الإنسانية سواء في واقع  الماضي القديم والواقع اليوم المتجدد
وهذا هو الفرق الذي لم نستطع قراءة ما يحويه ويعتليه من قصص ووقائع وحقائق وجرائم وغيرها إلا إن واقعنا اليوم أصبح أغرب واقع حقيقي يختلف عن بقية حلفائه واقرانه منذ بزوغه بأشكال وأصناف وطبائع تختلف عن سابقاتها

أصبح الكائن البشري مرتبك متردد متزحزح بين التمييز والتشابهه والتجاهل وما بين التصديق والتكذيب والتهويل وغيره

صارت طبائع الكائن البشري الآدمي عبارة عن تفاكير ومقالطات وتخميلات وحركات بهلوانية قريبة الأطوار وكل هذا سببه عدم فهم واستيعاب الواقع  الذي نعايشه الذي أصبح جزء من حياتنا اليومية ترافقنا حيث ما سلكنا سواء في المنام والملبس والمأكل والمشرب والحلم واليقظة وما بين الحين والآخر

أصبحت تلاميح اشكالنا كالوجه علامة معبرة مفسرة قابلة للتشخيص والتخصيص وهي نقطة يفهمها جميع الكائنات البشرية بكافة شرائح البشر

ومن الطبائع االفطرية للإنسان أنه هادئ وعاطفي متسامح ولكن سرعان ما تتحول هذه الصفات إلى أساليب وأدوات حرب يتخذها الإنسان عند اللزوم والطلب حتى يشفي غليله



بطبائع الأحوال والأوقات تختلف العقول البشرية من حيث حكمة الفهم وقمة الاستيعاب ورزانة العقل في الكلام  والنضوج الواضح لشخصيته  عن الآخرين


ما أصعب واقع اليوم المعاصر لم نفهم البشرية بحقيقتها وعظمتها ومدى الكرامة التي منحها الله للانسان حين اوجده الله تعالى على هذه الأرض السطحية


واقعنا اليوم واقع مزري ومهين واقع يمارس فيه بعض البشر أبشع الجرائم و الأعمال والأفعال ضد أخيه الإنسان حتى يستطيع الاستحواذ وبسط السيطرة عليه وأيضا ليأكل القوي منهم الضعيف وتتعدد الأشكال والانتهاكات والممارسات ضد الآخرين


أصبح واقعنا اليوم واقع ممتلئ بالمفاجآت والغرائب والعجائب
واقعنا اليوم تعددت فيه أساليب السياسات المختلفة والحروب المدمرة  واصطناع الأزمات المشتعلة المتنوعة  لكي يدمروا الأوطان والبلدان ويجعلوها بلداً خاويا متهالكاً لن تقوم له قائمة

 استبدلوا حياة العلم و السلام والمحبة والتسامح والتآخي والتراحم  بحياة القتل و الصراع والمناطقية والعنصرية والتشدد والتطرف والجهل المستبيت



واقع أمتنا العربية والإسلامية اليوم واقع بغيض ومنحط دينياو أخلاقيا وسياسيا وفكريا واقتصاديا واجتماعيا بسبب سوء استخدامنا لقيادة البلدان وحكمها وعدم فهم الشريعة الإسلامية بالشكل الصحيح والصريح وكذلك عدم فهم شعورنا بالمسئولية تجاه أبناء بلداننا العربية والإسلامية


وهكذا لن نستطيع الخروج من هذه الدائرة مدى الحياة إلا إذا توحدت الآراء والأفكار والمصالح وكسر حواجز الدائرة وجعلها مفتوحة لكي نستطيع الخروج من واقع الدوائر التي تحاك ضدنا فالواقع لا يساعدنا على فهم بعضنا البعض  لأننا انشغلنا بواقع الغرب الطغاة المستفيدين من هذا الواقع الحالي


أنتهى الوقت حان الافتراس                       

مقالات الكاتب