لماذا لايكون المسؤول كتاباًمفتوحاً يقرأه المواطن....؟؟

العلاقة بين المسؤول في اي وزارة حكومية اوفي اي مرفق حكومي يجب ان تبنى على الثقة والصراحة والوضوح...!
فإن توطدت هذه العلاقة بين طرفي الحكومة ممثلة بالمسؤول مهما كان منصبه وبين المواطن فحتماً ستكون النتائج ايجابية ويكون ذلك المسؤول الذي استطاع تحسين علاقته بمواطنيه ووثقها بالصراحة والوضوح والشفافية والمصداقية ناجحاً بكل المقاييس...!!
وبالمقابل فإن المسؤول الغامض والغير واضح والذي لم يستطع تكوين علاقة متوازنة مبنية على الاخلاص والوضوح بينه وبين المواطن وسعى لوضع حواجزاً خرسانية في وجه المواطن لتمنعه من الوصول اليه او الالتقاء به سيكون فاشلاً في تأدية المهام الملقاه على عاتقه....!!
والتاريخ يسجل..!
والاقلام تدون...!
والمواطن يقيم...!
والاعمال المنجزة على الارض تشهد...!
فليختار ذلك الوزير او المسؤول مكانه وليحجز موقعه على صفحات التاريخ وليرسل مااراد من اعمال ومواقف لتدونها الاقلام التي ترقب كل صغيرة وكبيرة ثم تضع كل ذلك في سجل التاريخ الذي ستقرأه الاجيال...!!
فلماذا لاتكون يامعالي الوزير وياسعادة المحافظ وياحضرة المدير كتاباً مفتوحاً سهل الاقتناء وسهل التصفح ....!!
ليستطيع المواطن البسيط والفقير معرفة مابداخل هذا الكتاب بكل يسر وسهولة...؟؟
نتمنى ان يتحول مسؤولينا وحكامنا لكتب مفتوحة وشفافة لترتفع ارصدة شعبيتهم لدى المواطن وليكون عوناً لهم في تنفيذ مهامهم لخدمة البلد...
فالصراحة والوضوح والمصداقية اساس التمكين في الارض ولنا اسوة في عمر الفاروق رضي الله عنه في وضوحه وشفافيته حين وزعت في عهده اقمشة على المسلمين بالتساوي ونال حينها عمر رضي الله عنه مثلما نال كل مسلم...
فظهر عمر على المنبر وقد ارتدى قميصاً من هذا القماش الذي وزع بين المسلمين ...
ثم خطب فدعا الناس للجهاد ...!!
فإذا بصوت ينطلق من وسط المسجد قائلاً:
لاسمعاً ولاطاعة..!!
ويسأل عمر وسط صمت رهيب:
لماذا يرحمك الله...؟
فيقول الرجل في غير تلعثم ولاخوف:
اخذت من القماش مثلما اخذنا فكيف فصلته قميصاً وانت اطول منا..لابد انك استأثرت علينا...!!
فيجد عمر رضي الله عنه ان الرجل محق في مساءلته فنادى ابنه عبدالله ويطالبه بالتفسير....
ليتقدم عبدالله بن عمر ليعلن على الملأ انه قد تنازل لابيه عن نصيبه من القماش حتى يستطيع من تفصيل قميصاً يستر عورته اذا ماصعد على المنبر... !!
عندها اقتنع الرجل فيقول:
الان نسمع ونطيع...
الم يكن الخليفة عمر كتاباً مفتوحاً ليس فيه غموض ولااسرار...؟؟
وانه عندما كان واضحاً وشفافاً ومتفهماً لتساؤلات ذلك المواطن اتته الاجابة الايجابية بالسمع والطاعة والانقياد من هذا الرجل الفقير البسيط بعد ان رأى مدى شفافية وعدل الفاروق..؟؟!"
ان ماحدث على المنبر من مساءلة لعمر رضي الله عنه امام الناس هي نتيجة طبيعية لتلك العلاقة الوطيدة والثقة والصراحة المتبادلة بين الحاكم والمحكوم...!!
فنتمنى ان نرى حكامنا وقد تحولوا لكتب مفتوحة سهلة التصفح..!

مقالات الكاتب