ما هي تداعيات قرار فرض الإنجليزية في بحوث الدكتوراه بالمغرب؟

تجدّد النقاش في المغرب حول وضع الإنجليزية، اللغة الأجنبية الثانية في البلاد بعد الفرنسية، إثر مراسلة لحسن الداودي، وزير التعليم العالي السابق، للجامعات ومؤسسات التعليم العالي باعتماد الإنجليزية في مناقشة بحوث الدكتوراه، في وقت لا تزال حصص الإنجليزية قليلة سواء في التعليم الأساسي أو الجامعي بالمغرب مقارنة بحصص الفرنسية والعربية.
القرار الجديد الذي سيبدأ تنفيذه في سبتمبر/أيلول 2017 ينص على أربعة شروط جديدة لقبول أطروحات الدكتوراه، هي نشر مقالة واحدة على الأقل باللغة الإنجليزية، واعتماد مراجع بهذه اللغة، وكذا إنجاز ملخص للدكتوراه بالإنجليزية، وإشراك أستاذ داخل لجنة المناقشة يتقن هذه اللغة.
أن قرارًا من هذا القبيل كان يجب أن يصحبه إلزاما للجامعات بتقديم تكوينات مجانية ومعمقة للطلبة الباحثين في مادة اللغة الانجليزية، عوض جعلتهم يبحثون عن ذلك في المدارس الخاصة.......
أن اللغة الإنجليزية هي لغة العلم ولغة البحوث الأكاديمية، وأن العديد من باحثي الدكتوراه يعانون في سبيل فهم المراجع الإنجليزية، ممّا يجعلهم يلجؤون إلى ترجمات هذه المراجع دون التحقق من أنها تعبّر حقًا عن الأصل، معتبرًا أن الطبيعي هو أن يتقن طالب الدكتوراه اللغة الإنجليزية ولا يبحث عن المبرّرات للاستغناء عنها.
أن معدل دراسة الدكتوراه الذي يصل إلى خمس سنوات أو أكثر يتيح للباحث تعلّم اللغة، وأن هذا القرار الصادر يجب أن يكون بوابة لجعل الإنجليزية لغة أجنبية أولى في المغرب بدل الفرنسية
ويعدّ هذا القرار جولة جديدة من نقاش قديم-جديد في المغرب حول مكانة اللغة الإنجليزية، إذ أوصى المجلس وظهرت في السنوات الأخيرة عدة مطالب في المغرب تنادي بتوجه أكبر نحو الإنجليزية وجعلها لغة أجنبية أولى بدل الفرنسية، غير أن هذه المطالب تصطدم باستمرار الحضور القوي للفرنسية في الاقتصاد ولدى النخب السياسية والاقتصادية،.

مقالات الكاتب