الجامعة المغربية تحتضر في غياب البحث العلمي و تدني المستوى الاكاديمي

بضعة سنوات امضيتها و لاأزال ادرس في بعض الجامعات المغربية التابعة لوزارة التعليم العالي وًإخرى اخذت صفة الحرة لانتمائها للقطاع الخاص
هاته السنوات كانت كافية لتقييم العطاء الاكاديمي في الجامعة المغربية.....و لا ريب ان التدني في التعليم العالي هو نتيجة حتمية لمجموعة من المعطيات و الاسباب التي ادت الى اوضاع تكاد تعقد من ظاهرة انهيار الالتزام اللخلاقي لدى بعض الاساتذة الذين يضعون مصالحهم الذاتية على حساب القيام بعملهم الكاديمي و تطوير الحصول العلمي
،
 
و إن كنت لا أذيع سرا في هذا الصدد، فان نسبة مهمة من الاساتذة الجامعيين لعبت و لا تزال مستمرة قي ادائها الاكاديمي الباهت من غيابات ممنهجة وانعدام الضمير المهني ، بل و في احيانا اخرى اللجوء الى وسائل غير اخلاقية للتعامل مع الطلبة و خصوصا منهم الطالباث في الوقت ذاته يحس المرء في جامعاتنا بضعف واضح المعالم لدى الطالب على مستوى ادوات التواصل و في مقدمتها اللغتين العربية و الفرنسية، دون الحديث عن لغة البحث العلمي بامتياز اي اللغة الانجليزية التي قررت وزارة التعليم العالي اقحامها للحصول على شهادة الدكتوراه ، دون التخطيط المحكم لاعداد الطالب المغربي و بناء ارضية صلبة من شأنها ان تجعل الطالب/ الباحث قادرا في مدة زمنية معقولة على الالمام بها و بالتالي الاستفادة منها في المعرفة و البحث العلمي.
 
لقد عرف المغرب منذ استقلاله محاولات للرقي بالعطاء الاكاديمي اهمها ملتقى ايفران الاول و الثاني في عهد المغفور له الملك الحسن الثاني باء بالفشل، ثم محاولات في العهد الجديد لم تراوح مكانها ليصبح التعليم العالي خلال العقدين المنصرمين متدنيا و لا يساهم في اعداد أطر قادرة على تحمل مسؤولية ازدهار و رفعة المجتمع المغربي في كافة مناحي التطور السياسي و الاقتصادي و الثقافي.
 
أما الجامعات الحرة فيمكن القول بكل وضوح و بدون تردد أنها تجعل من العامل المادي عنصرا أساسيا لبقائها و استمرارها ، و على هذا الاساس فهي تعمل جاهدة على استقطاب الطلاب المحظوظين الذين ينتمون الى عائلات ذوي الدخل المرتفع و الميسورة ، دون مراعاةامكانياتهم الاكاديمية ، و يتم قبولهم و لو كان ذلك في منتصف السنة الجامعية ما دام ان الطالب قادر على دفع اجور الدراسة المرتفعة.
 
و الواقع انه في معظم الحالات لا يرسب الطالب في الجامعات الحرة ..............بعبارة اكثر وضوح فهو يدفع مبلغا ماليا يقدر بالملايين للحصول على شهادة جامعية قد لا يستحقها،
 
إن غياب البحث العلمي في الجامعات المغربية يعمق من تدني المستوى العلمي وًالاكاديمي يطرح تساؤلات ملحة وًمدوية عن حاضر و مستقبل التعليم بشكل عام في المغرب

مقالات الكاتب