منشورات كتبتها اقلام بمشاعر فياضة عن ثقافة الكراهية لتصل بالقارئ لتاصيل خطير هو ان إشعال الفتنة بين أبناء الشمال وأبناء الجنوب سببها الجنوبيون وهو تاصيل يعتمد على مخاطبة العواطف وتوظيفها سياسيا في تمادي لتضليل الوعي حيث ساوت المنشورات الحق الجنوبي في الاستقلال بالدعوة المناطقية في اعتساف ولي للحقيقة وتوظيفها سلبا في وعي القارئ.
ولحيادية ودعوية المنشور غمز على العاطفة الدينية وأنه لايجوز الفجور في الخصومة لانها ليست من صفات المؤمنين!!
في منشور آخر خلاصته أن العقلانية تفرض على الجنوبيين ترك مشروع الاستقلال واستدل بصراع تجربة شمولية في الجنوب امتدت في الزمن أقل من ربع قرن وهي امتداد لتجربة اشتراكية اجتاحت كثير من دول العالم وكانت تجاربها فيها متشابهة واستطاعت تلك الدول بعد الخلاص من الشيوعية أن تقدم نماذج حكم سياسية وتنموية ومجتمعية راقية ولم تجعل بعض نخبها من تجربة اخطاء الاشتراكية عقدة ذنب لمعاقبة بلدانها برميها في مشاريع يرفضها أغلب شعبها وتريد فرضها لأن مشروعها عابر للاوطان والهويات فتحبذها تلك النخب الجنوبية وتنتصر لها أكثر من انتصارها للجنوب . بل إنهم وزيادة في الفجور تجاه شعب الجنوب يسقطون الحالات التي تفرزها أي حرب اجتماعيا وأمنيا وسياسيا ويلقون بالمسؤولية على مشروع الاستقلال الذي هو إلى الآن حركة شعبية جماهيرية لم تصل لمرحلة إدارة البلد وأقصى ما أعطته الشرعية إدارة الحكم المحلي في بعض المحافظات وتمت إقالتهم جماعيا بطريقة استفزازية.
خلصت المناشير إلى أن الحراك الجنوبي استعدائي فقد استعداء ثورة فبراير وان تيار الاستقلال تيار اقصائي لايؤمن بالشراكة..الخ رغم أن ثورة فبراير قدمت نفسها من يومها الاول باقصاء الحراك الجنوبي وأنها وريثته وان عليه أن يسلم قضيته لها !!على قاعدة عفاش
" خليك في البيت " وفي الحوار اليمني ساوته بزواج القاصرات!! بينما حقيقتها أنها لم تكن ثورة بل حركة لتعديل ميزان السلطة والثروة الذي اختل بين اطرافها وكانت حركة بحماية بعضهم من مشائخ ووزراء وقادة مناطق وعندما انهاروا تبخرت وكأنها لم تكن !!
المنصف لن يجد ان الحراك الجنوبي خلق ثقافة الكراهية بل ستثبت الوقائع ان ثقافة الكراهية منتج نخبوي شمالي حقنت بها نخب شمالية جماهير الشمال ضد الجنوب وشعبه وليس أكثر اثباتا ونشرا لثقافة الكراهية من فتوى تكفير الجنوب التي إباحت قتل المواطنين العزل - المستضعفين حسب الفتوى - من أجل حسم المعركة مع الاشتراكي الشيوعي حينها والحليف في اللقاء المشترك بعد بضع سنين !! مايدل على أن المستهدف من الفتوى ليس الاشتراكي الشيوعي بل الجنوب أرضا وإنسانا وثروة ..الخ ولم تنس الذاكرة جولات تعميق ثقافة الكراهية الدينية في المعسكرات ، وفي المدن والقرى لحشد الدعم الشعبي الشمالي بعنوان
الغازي حكام الشمال وجيشهم ومليشياتهم واحزابهم وتجارهم استفادوا من خلافات الاشتراكيين الشوعيين - حسب الفتوى - الذين لجاوا اليهم فالتحقوا بالحرب بدون شروط تضمن حقوق الجنوب ، أما غير الاشتراكيين ممن طاردهم الاشتراكي فأما اعتزل او وقف الوطنيون منهم ضد الغزو لانهم استشعروا خطورته على الجنوب أرضا وشعبا رغم ثارهم مع الاشتراكي.
لولا عمق ثقافة الكراهية التى تاصلت دينيا ضد الجنوب وشعبه ماترك الشماليون جحافل الحوثي تمر في مدنهم وحواضرهم لاجتياح الجنوب مرة اخرى ولم يحركوا ساكنا تنفيذا لتوصية " حقنا لدماء المسلمين " لأن الجنوب حسب ماحقنوهم به لاتشمله تلك التوصية .
ولم يصبح الحوثي صفويا في فقههم إلا بعد طلعات التحالف باسابيع !!
الجنوب قاوم الغزاة وهزمهم وكانت الراية راية الجنوب رآها كل العالم والمقاومة اسمها المقاومة الجنوبية سمعها كل العالم وحقق الجنوبيون نصرا عسكريا سلموه سياسيا للشرعية فلا يعتقد أحد أن ذلك الفتات الذي قبلته المقاومة من الشرعية انه إحسان وتفضل بل استحقاق وحق أقل مما تفرضه لهم حقوق المقاومة ولكنهم قبلوه من أجل الجنوب وأملا بأن الشرعية ستبدأ صفحة جديدة مع الجنوب بعد أن تأكد لها أن الجهة الأخرى التى تنتصر لها تلك الأقلام لم تحقق حتى الان أي نصر ، لا نريده في الجبال ، فللجبال رجال ، بل في تهامة المكشوفة والخالية من الجبال !! رغم أنها مدعومة عسكريا وماليا من التحالف أكثر مما قدم التحالف للمقاومة الجنوبية والنتيجة بارزة لكل ذي بصر وبصيرة
أن ثقافة الكراهية صدرت دينيا من النخب الشمالية حقنت بها جماهيرها ، ولم تكن منتجا جنوبيا على الإطلاق رغم إباحة الاعتداء بالمثل