قولوا له نحبك

يعاني العديد من الأشخاص من الشعور بنقص في الحنان ويأتي هذا الشعور من تراكمات في نفسيته منذ الطفولة حيث أن الكثير من الآباء والأمهات لايعبرون عن مشاعر محبتهم لأطفالهم في حين هم يحبونهم ويسعون لتوفير كل متطلبات الحياة الضرورية لهم في إعتقاد منهم ان هذا هو الحب أو هكذا يعبرون عن حبهم لأبنائهم .. لكن يظل الأبناء دائماً في حاجة ماسة للإحتضان والقبل من قبل الأبوين وللتعبير عن محبتهما بالكلمات الجميلة التي تسعدهم حتى وهم كبار بعض الشيء .
 
مثل : ضمهم إلى أحضانكم والقول لهم ابني حبيبي أو أميري وأميرتي الحلوة و أحبك من قلبي أو أنت أغلى إنسان عندي أو ياعمري وياقلبي وغيرها من الكلمات التي ينعكس من خلالها و فيها فيض مشاعر الحب الأبوي وحنان الأمومة ..
 
 
وهذه الكلمات لها تأثير قوي إلى درجة أن تأثيرها قد يكون أقوى من كلمات الشدة والتعليمات الصارمة والقوانين والقواعد المفروضة عليهم لتطبيقها ..
 
وكثير من الآباء والامهات يتلفظون بكلمات قاسية لايدركون مدى تأثيرها السلبي على الأبناء بل وتدمر الأهداف التربوية التي يعتقدون انهم يسعون لتحقيقها من خلال تربيتهم بهذا الأسلوب الخاطئ فالكلمة هي أساس التربية سواء كانت لطيفة او قاسية مشجعة أو محبطة وكيفما كانت كلماتك مع أبنائك كانت النتيجة على شاكلتها . فلا تشتموا أطفالكم او توحون لهم امتعاظكم من وجودهم في حياتكم حتى ولو عن غير قصد فهذا له تأثير كبير على نفسياتهم يجعلهم يشعرون بالوحدة التي قد تصل بهم إلى الإنطواء أو لاسمح الله إلى الإنتحار .
وللعلم أن أطفالنا أولادً وبناتاً إن لم يجدوا من الأبوين تعبيراً محباً بالكلمة واللمسة الحنونة والحضن الدافئ فسوف يبحثون عنه عند غيرهم سواء من رفاق في الواقع أو من خلال شاشات شبكات التواصل ولكن هذه القنوات قد لاتكون آمنة وقد تجرهم إلى طريق لاتحمد عقباه ..
 
 
فهل نتفكر قليلاً ونمنحهم مايكفيهم من المشاعر والعواطف والتشجيع تغنيهم عن البحث عنها عند غيرنا ؟
 
 
هذه دعوة لكل أب وكل أم إمنحوا الحب لأبنائكم وعبروا عن مشاعركم نحوهم فهذا ليس عيباً ولاتقليلاً لشأنكم أو تصغيراً لمكانتكم عندهم بل هو يزيدكم عظمة في نظرهم ويجعلكم مرجعاً وملجأً لهم حين تطويهم الحياة في ممراتها ..

مقالات الكاتب