خفر سواحل حضرموت يدشن ترقيم قوارب الصيد في القطاع الغربي
بدأت قوات خفر السواحل في حضرموت، اليوم السبت، أعمال ترقيم قوارب الصيد التقليدي في القطاع الغربي، ضمن...
يكثر بعضنا القول لماذا الجنوبيون مختلفين وأهل اليمن متفقين ؟ .
أهل اليمن كسائر الشعوب لهم رؤاهم السياسية المختلفة التي يتصارعون عليها ولهم اختلافاتهم التي يصطلحون أو يتقاتلون عليها فتاريخهم ابادات وانتهاكات اكثر من تاريخ الجنوب العربي ، قد تكون ثقافة حكم الأقلية حريصة على ضبط إيقاع الصراع لكي تظل كل الخيوط ممسوكة ولا تنفلت على قاعدة أحد وطنييهم
" أما كونوا موارنة لبنان أو ستصبحون أكراد العراق "
لكن ما يجمعهم عدة عوامل :
سيادة الحكم الطائفي الذي يجعل من الحكم شأن ديني ودنيوي فسيطر بحد السيف على المناطق الشافعية الخصبة فترسخت تبعية الحكم فيها .
انهم مجموعون على الهوية اليمنية التي فرضت بشكل طائفي اما برغبة أو برهب في وجدانهم خلال قرن من الزمان اي مايساوي ثلاثة أجيال . فتحولت إلى تقعيد لايجوز تجاوزه وان كل المشاريع والصراعات يجب أن تخدم هذه الهوية ولا تكسرها.
أن التقليدية في مجتمعهم وعدم الاحتكاك التاريخي بالأمم جعل النشاط السياسي محصور في النخب ولم ينزل إلى سائر شرائح المجتمع ألا وفقا للأطر التقليدية المحافظة على تراتبية الفئات الاجتماعية الثمان للمجتمع المتوارثة . 1-سادة وهم أهل الحكم ،
2- قضاة ،3- مشائخ ،
4' قبائل ، 5- أبناء الخمس وتدخل فيهم ( الدواشين، المداحين، المزينين، الحلاقين ، الجزارين ، الحجامة ، الحمامين " عمال الحمامات " ، الدباغين ، المقهوين، المقوتين )
6 - اليهود 7 'العبيد ،
8 - الاخدام
والتقسيم ليس وظيفي فقط بل يرتبط برؤية مجتمعية أما في الشرف أو التحقير
المشايخ عندهم مشائخ القبائل وهو مسمى مختلف في الجنوب فالشيخ أو العاقل أو العريفه أو المقدم ..الخ جزء من قبيلته ليس فوقها اما فئة المشائخ في الجنوب فاصلها اما قبلي ضعفت ولم تعد قادرة على الحروب القبلية أو أن جدهم الأعلى كان شيخ علم ولم يرتقوا إلى مستوى علمه ، والسادة عندهم حكام دينيين ودنيوين يجب طاعتهم بالرضى لدى اتباعهم أو بالاكراه عند الشوافع والسادة في الجنوب ليسوا حكام بل وظيفتهم اصلاح المجتمع والإرشاد للدين والحفاظ على إصلاح المجتمع وتقويمه من الاعوجاج ومن لايملك منهم هذه المؤهلات فإن قيمته المجتمعية تنبع من هذه وظيفة من يعلم.
لاتوجد في الجنوب فئة الخمس التي تسع طيف مجتمعي خدمي محتقر ، توجد فئات وظيفية مثل مسميات ارتبطت بمهن كالمرتبطين بحراثة الأرض وقيمتهم المجتمعية مرتفعة كذلك فئة الاحجور وهي فئة سوداء منتشرة في الجنوب لكنها وظيفية مرتبطة بخدمة الأرض وليست في مستوى احتقار الاخدام في اليمن ولم تنسج الذاكرة المجتمعية في الجنوب على اي فئة صفات دونية مستقذرة .
لكن النظرة الاجتماعية في اليمن نسجت حول فئات الخمس صفات مستقذرة فالخادم في اليمن منبوذ حتى الطعام لايسمح له بالأكل إلا في انية خاصة وكذلك المزاينة ولاتبعد بقية فئات الخمس عن النظرة الدونية.
اما الفئات الوظيفية في الجنوب فإن النظرة المجتمعية لهم وان لم تضعهم في مصاف القبائل مثلا فانها تخلو من اية نظرة دونية أو احتقار لهم
فمثلا الشاعر ابو زيد وهو شعراء العوالق الكبار ليس قبيلي وعندما يبدا قصائده يبدأ معظمها بقوله :
قال الفتى بوزيد جار العاصية
فلاتجد في أقواله غبن اجتماعي بل هو جار والجار عند العرب معروفة منزلته وحمايته.
لكن غزال المقدشية وهي من بنات الخمس تعبر عن غبنها الاجتماعي قائلة :
قالوا غزال وامها سرعه بنات الخمس
مابه خمس ياعباد الله
مابه سدس
سوا سوا ياعباد الله متساويه
الوضع في الجنوب يتسم:
اولا :
هوية انقسامية سياسية قبلية كانت تاريخيا تجتمع عندما تتعرض احداها لخطر الغزو سواء الغزو الخارجي أو الإقليمي مما يسمى إلان سياسيا باليمن . وكانت تعيش واقعا سياسيا أشبه بالكنفدرالية تتداخل الكثير من مصالحها ، وبدل أن نطور الجامع التاريخي المشترك في هوية الجنوب العربي اتجهت بنا المشاريع القومية الى فرض اليمننة كهوية ما اوجد خلال الخمسة عقود الماضية اضطراب يشبه الحمل الكاذب عند معتنقيها وهم لايدركون اين يضعون انفسهم وفئات مجتمعهم في تراتبية المجتمع اليمني ذي ( ذي الثمان فئات)مهما تحزب وطنيا أو تاخون اسلاميا .
وكذبة وحدة الهوية جاءت بالأرقام في مؤتمر حوارهم الوطني فمن ذمار وهي درجة ثانية في الزيدية يوجد 14000 من درجة ملازم إلى إعلى مرتبة في الجيش والأمن ومن حضرموت أوسع محافظة وخزان النفط يوجد.200 من ملازم إلى أعلى مرتبة وفي هذه الحرب ولايوجد أدنى توازن من الآن في ألوية الشرعية تؤسس لعدم التوازن تحت لافتات الاستقطاب الحزبي ..
فكيف إذا حققوا نصرا ؟
كنموذج في العمل المؤسسي فإن مرتبات بعض مشايخ الجنوب بعد الوحدة لاتساوي مرتب
" حمار الشيخ غالب " الذي يحضر الماء لبيته حينها
(14000ريال ) ، هو شيخ قبلي شافعي وطبعا مركز مشيخته الاجتماعي ومركز حمار نقل الماء لايصل لمراتب مشايخ ذمار وحميرهم ، مع انهم في الزيدية العصبوية أقل من بكيل أو حاشد أو خولان أو غيرها من القبائل الزيدية فاولئك ألاصل اما بقية مشائخ اليمن الشافعي
" هشتي " على قول العدنيين .
فيكيف يريد ان يلزمنا شيخ قبلي جنوبي متيمنن أو عضو متحزب للأحزاب اليمنية بأن هويتنا يمنية وهذا الشيخ في السلم الاجتماعي لايساوي مرتبة حمار شيخ قبلي شافعي أما الزيدي فمن المحال المقارنة به !!
لكي يقف الجنوبيون على ارضية واحدة مهما اختلفوا سياسيا عليهم أن يعودوا للجذور فالخط الأحمر الذي يجب أن نقف عليه هو هوية الجنوب العربي هذه الهوية ستجعلنا نختلف لكنا نتفق على عدم المساس بها مثلهم فهم يختلفون ويتفقون على عدم المساس باليمن
أما ان يتفق الجنوبيون بهويتين فمحال
فكيف سيقنعنا المتيمنون وقيمة بعض مشائخهم في اليمننة لا تتعدى المرتبة الاجتماعية والسياسية لحمار الشيخ غالب .