اسرة الفقيد الميسري تستقبل واجب العزاء بعدن
استقبل محمد الميسري، رئيس قسم المشتريات بديوان وزارة العدل، اليوم واجب العزاء في وفاة والده نائب مدي...
على مدى عقود طويلة اهتمت السلطات والحكومات والدول في بناء وترتيب البيت التربوي من المعلم المربي ومعلم المادة ومشرف الشعبة الدراسية والموجه التربوي ومدير المدرسة ومدير الادارة المحلية التربوية والمدير العام للتربية ووكلاء وزارة التربية والوزير ،
الهيكل العام للتربية والتعليم في دول العالم اجمع لايختلف الا في نسب التقدير في برنامج الاولويات ، فمن وضع جل اهتمامه اولا في بناء وترتيب البيت التربوي حصل على مخرجات ساهمت في وضع اللبنات الاولى في بناء وتشييد دولة حقيقية تنهض في كل المجالات ومن ترك الاهتمام ببناء وترتيب البيت التربوي الى وقت آخر واوكل ادارة البيت التربوي لمن لديه الرغبة والقدرة على ذلك. بسبب انشغاله بقضايا اخرى تخص الدولة كانت المخرجات على قدر تلك الرغبة والقدرة المكلفة بادارة البيت التربوي حتى وان كانت خالية من المعاني التربوية السامية والنبيلة ، لقد اصيبت الادارة التربوية بعطب وخلل في تعريف مفهوم الادارة التربوية وتحولت الادارة الى سلطة والاجراءات الادارية الى شبه احكام قضائية وعسكرية وانتزعت المعاني التربوية السامية بسبب الابتعاد الشديد عن المعنى الحقيقي للادارة التربوية والتي جعلت من المعلم والمشرف والموجه التربوي ومدير المدرسة ومديرالادارة التربوية ومدير الادارة العامة موظف فقط غير تربوي ولا مربي لاسباب كثيرة ومتنوعة ، ان غياب المعاني التربوية السامية والنبيلة في الاجراء الاداري حول المعاني التربوية للمدرسة الى مباني تربوية ، وحول المدراء الى حكام او ملاك في بعض الاحيان وتحول المعلم الى آلة غير ميكانيكية يشوبه الجفاف الروحي والعاطفي نحو الطالب وكذا مدير المدرسة الذي اصيب بالزهو والانبهار الاجتماعي بالكرسي حتى صار شكل المكتب وبريقه. جل اهتمامه وعنوان الهيبة الادارية واصبح لدى البعض منهم حاشية وحاجب عند الباب ، ان غياب المعاني التربوية افقدت التعليم لونه البديع ورائحته العطرة ونفسه الزكية وهيبته العظيمة وصرنا في زمن بسبب غياب المعاني التربوية السامية ننظر للتعليم كوظيفة وليست رسالة حتى اصبح البعض من المدراء يبحث عن المعلم كعدد يكمل به النصاب ويسد به العجز ويبحث ايضا عن الكم وليس الكيف في الوقت الذي كان البحث عن المعلم المربي كالبحث عن الخبراء والمستشارين ذلك بسبب غياب المعاني التربوية ، كما ان الانفعالات النفسية اليومية لدى البعض اصبحت تتدخل وتؤثر سلبا على الاداء التربوي ولا تهتم السياسات التربوية المركزية بالبحث عن حلول ومعالجات سريعة لهذه الحالة وكذا تعليق قضايا المعلمين ومطالبهم المشروعة وترحيل الحلول والمعالجات هي من ضمن غياب المعاني التربوية والتي اصبحت في السياسة العامة للدولة تتعامل مع البيت التربوي كمبنى جداري لاروح فيه ولا معاني وصارت المباني التربوية تفتقر لحقيقة المعاني التربوية والشخصيات العاملة في البيت التربوي عبارة عن اعداد يتم احصاؤها في قوائم وكشوفات يتم توزيعها على المباني التربوية لتسد بها الفجوة وتغطي بها الحاجة وتسيربها الاعمال ويتعامل المدير في المدرسة كما يقول بعض المدراء في الادارة العامة لمعلم انت موظف عندي وارسلك حيث ما اريد وانقلك وقت مااريد وحسب الاحتياج. وانت تنفد فقط ، وكأنه شرطي في الدورية وضابط في النوبة او عامل بناء يتنقل بين العمارات لا قيم ولا معاني تربوية عند ذلك المدير الغير تربوي ، ان التدحرج بالتعليم نحو الاسفل سيظل مستمرا ومتسارعا في الخطى ولن يتوقف حتى تعود المعاني التربوية للمباني التربوية وحتى يعود المعلم مربي والمدير في المدرسة مدير تربوي وليس حاكم ومالك للمدرسة والمدير في الادارة التربوية اب للتربويين وليس متسلط عليهم والمدير العام مرشد للتربويين وظهرهم وظهيرهم وليس مترفعا عنهم يتأفف من كثرة قضاياهم متهربا من تلبية مطالبهم مستثمرا لمنصبه. وحتى يصبح الوزير ووكلاؤه المرجعية الروحية للتربويين في البلد وحاملين للواءهم المدافعين عن حقوقهم ومطالبهم فاتحين قلوبهم قبل ابواب مكاتبهم للجميع بصدور رحبة مليئة بالمعاني التربوية. ، وعندما تضع الدولة في سياساتها ملف التعليم في جدول اعمالها الرقم واحد اول الكشف عند تحقيق ذلك ، حينها ينتظر المجتمع من وزارة التربية والتعليم مخرجات حقيقية منطلقة من المعاني التربوية السامية والنبيلة التي ستساهم في وضع اللبنات الاولى في مداميك الدولة العصرية الحديثة عقائديا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وتختفي السلطة التربوية العقيمة لتعود الى ادارة تربوية حكيمة