القدس الشريف لن يتأثر بالقرار الامريكي

القرار الامريكي بنقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس الشريف سابقة في السياسة الخارجية الامريكية التي تؤكد بفعل الملموس العلاقة الاستراتيجية بين واشنطن و الكيان الصهيوني،
يتم هذا في غياب موقف عربي حاسم و الذي ركز الى حدود كتابة هاته السطور على الرفض للقرار الاميريكي
و عقد اجتماع طارئ للجامعة العربية التي من المؤكد انها ستقتصر على صياغة بيان يدين الموقف الاميركي دون اللجوء الى إجراءات فاعلة أو عقوبات اقتصادية ضد واشنطن
حاضر و مستقبل القدس الشريف لا يرتبط فقط بالمقدسيين و الفلسطينيين بل بالمسلمين قاطبة ، لذلك فإن الايام المقبلة ستوضح مدى أهمية القدس الشريف بالنسبة للمسلمين و قدرتهم على اتخاذ قرارت قوية و مؤثرة ضد الولايات المتحدة في غياب موققف عربي حازم يتميز بتحدي ترامب الذي مما لا شك فيه يحتقر الانظمة العربية التي في مجملها تربط مصيرها
بالدعم و الرعاية الامريكية لمصالحها و ضمان استمرارها
يتم كذلك هذا القرار الذي يحمل في طياته احتقارا للمسلمين قاطبة ، في ضوء الخلاف الحاد بين السلطة الفلسطينية أي فتح وًحماس و الذي من المؤكد انه يضعف الجبهة الداخلية للفلسطينيين و قدرتهم على مواجهة قرارات مصيرية تتخد من قبل إسرائيل و حلفاءها و في مقدمتهم الولايات المتحدة
إن قرارا في هذا المستوى من الخطورة يستوجب ردود فعل أو بالاحرى قرارات مضادة في مستوى الحدث ، فالاردن على سبيل المثال و التي اغتصبت القدس منها تتحمل مسؤولية تاريخية في هذا الصدد ، أما لجنة القدس التي يرأسها العاهل المغربي مطالبة باتخاذ قرارات من شأنها أن تعيد الاعتبار إلى المقدسيين ، و تضع واشنطن و تل أبيب أمام الامر الواقع
إن التهور و الاندفاع و العنصرية التي يتميز بها الرئيس الامريكي لن يؤثر قيد أنملة في عروبة و إسلامية القدس الشريف و لا ادل على ذلك أن الصلببيين تمكنوا من استعمار القدس لقرنين من الزمن فجاء القائد صلاح الدين الايوبي ليحررها و يعيد لها رونقها العربي و انتمائها الاسلامي

مقالات الكاتب