رسالة للحكومة لحماية الطفولة

من الملاحظ في هذه الأيام اتساع ظاهرة عمالة الأطفال خاصة في بلادنا ، حيث نشاهد معظم الاطفال يسخرون في اعمال وهم غير مؤهلين لها جسدياً ونفسياً .
تراهم في ورش الحدادة والنجارة والمكانيكة يعملون في اعمال مرهقة جداً للكبار ، فكيف بالاطفال ، علماً أن العديد من الاتفاقيات الدولية قد جرّمت بدورها الاستغلال الاقتصادي للاطفال .

ومنها تعترف الدول الموقعة على هذه الاتفاقيات بما فيها بلادنا بحق الطفل بحمايته من الاستغلال الاقتصادي وأداء أي عمل يرجح ان يكون مضراً او يمثل اعاقة له او يحد من نموه البدني او العقلي او المعنوي او حتى الاجتماعي هذا تقريباً ما اشارت اليه اتفاقية حقوق الطفل .

والطفل بحسب التعريف الاممي .. هو كل انسان لم يتجاوز الثامنة عشر من عمره حسب المادة الاولى من حقوق الطفل .
وهذا فقط ندعو حكومتنا الموقعة على كل الاتفاقيات الاممية بهذا الخصوص الى احترام التزاماتها والعمل حثيثاً مع كل مكونات المجتمع للحد من هذه الظاهرة ، لان لها تأثيرات سلبية مدمرة على حياة الطفل ومن هذه التأثيرات السلبية .

 - جسدياً :

يتأثر الطفل من ناحية التناسق العضوي والقوة والبصر والسمع وذلك نتيجة للجروح والكدمات الجسدية والوقوع من اماكن مرتفعة والاختناق من الغازات السامة وصعوبة التنفس وما الى ذلك من التأثيرات عليه ..

- تدني المستوى التعليمي :

يتأثر التطور المعرفي للطفل الذي يترك المدرسة ويتجه نحو العمل ، فقدراته وتطوره العلمي يتأثر سلباً ويؤدي الى انخفاظ قدراته في القراءة والكتابة والحساب .. اضافة الى ذلك ان ابداعه يقل ..
فعندما يتعرض الطفل الى العنف من قبل صاحب العمل أو زملائه خاصة حين يكون نومه في مكان العمل يفقده احترامه بذاته وخاصة عندما يكون بعيداً عن اسرته .

الجانب الاجتماعي والاخلاقي :

ويتمثل الجانب الاجتماعي والاخلاقي لدى الطفل العامل بعدم تميزه للصواب من الخطأ ، وكتمان ما يحصل له في عمله ..
حينها فقط يصبح الطفل العامل كالعبد لدى صاحب العمل ..
وكل هذه المتغيرات سببها الفقر الذي يعانيه المجتمع اليمني و الحاجة الملحة للطعام والشراب ، وكذلك وفاة أولياء الأمور نتيجة الحروب المتزامنة في البلاد . مما جعل الاطفال يخروجون للبحث عن عمل لان الممول الوحيد لهذه الاسرة قد توفي و لان النساء لا يستطعن الخروج للعمل في هذه الورش الصناعية والمطاعم والنجارة وغيرها ... فلم يكن مصير الاطفال الا الخروج والعمل لذلك . فيحرم الطفل من ممارسة حقوقه المشروعة من لعب ودراسة وغيرها من مصادرة حريته ..

وبعد كل ذلك لا يسعني الا ان ينطلق نداء للحكومة ومنظمات المجتمع المدني الى بذل قصار جهودهم وبنية صادقة لحماية اطفالنا من كل هذه التداعيات التي تصيب الطفل العامل والذي يكون الناتج طفولة مشوهة وغير فاعلة مستقبلاً في المجتمع ..
 
إذاً لنعمل معاً من أجل جيل واعٍ ومتعلم قادر على البناء والنهوض بالوطن نحو مستقبل أفضل ... نأمل ذلك  ..

مقالات الكاتب