ِ مرارة الفقد وآلام الفراق!

بقلم/ عباس الخزرجي

كم هو مؤلم ذلك الفراق! وكم هي حرجة لحظات الوداع، أما فقد الأحبة فيترك في النفس انكسارات لا تنسى، ولكنه الموت، الحقيقة الكبرى التي لا تقبل الجدل،
(كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام).

كل كلمات العزاء لن تمحو ألم فراقك يا هيثم، ولكن عزائي هو ابتسامتك المعهودة دائما مع كل الناس والتي لن تُمحى من ذاكرتنا، فوداعا يا صاحب القلب الحنون والوجه البشوش والخلق الحسن (وداعاً أيها الجار)

يرتجف القلم وتدمع العين وأجد غصة في الحلق كلما هممت أن أكتب كلمات رثائك اخي: هيثم

ولكن أين هي الكلمات؟ وكيف أبدأ؟ فلقد كنت وما زلت وستبقى الشقيق والصديق والزميل، حقا لا ادري من اين أبدا؟
هل بالحديث عن ابتسامتك التي لا تفارق ناظري، أم عن كلماتك التي كنت ترسم البسمة بها على كل من حولك، ام أقول انه منذ أن سمعت خبر رحيلك عنا أظلمت الدنيا وفارقت البسمة وجوه الكثيرين.

وعشت معك أطول ما قد عشته مع غيرك.. أدركت «أن الصداقة ليست بعدد السنين وإنما بالمواقف والمحبة»، وأنت من كان يرسم أجمل العناوين.

فارقتنا جسداً يا (هيثم) لكنك لم تفارقنا أرواحنا.

مكانك بقلبي بل بقلب كل أحبائك وأصدقائك.

تركت جرحا غائراً لن يداويه ألف صديق.

كنت دائم الإبتسامة والمرح وحريصا على أن تجعل علاقة الصداقة والمحبة بيننا بأبها حله ، وكنت أيقونة النجاح والمثابرة لما هو جديد ومنبع الأفكار الجميلة.

أذكر مواقفاً أضحكتنا فيها، وما أكثر تلك المواقف التي كنت تنثر فيها الفرح والسرور على من حولك.

هيثم اذكر اياماً عشناها سوياً
ويالتها تعود!!
كنت انت من يجمعنا ..أذكر عندما كنا نلتقي وتبدا أنت بالكلام، وتدخل السرور علينا

ستبقى لنا وساما وفخرا

وبسمتك لنا شعارا

وكلماتك دروسا

ستبقى قدوة لنا رغم صغر سنك
لكنك كبير المقام..

ستبقى الأخ والصديق والزميل الذي أفتقدناه..

يا كوكبا ما كان أقصر عمره

وكذاك عمر كواكب الأسحار

وهلال أيامٍ مضى لم يستدر

بدراً ولم يمهل لوقت سرار

إنّ العين لتدمع وإنّ القلب ليحزن وإنا على فراقك يا هيثم لمحزونون.

خالص التعازي والمواساة لأسرة الفقيد / هيثم فيصل طاهر الخزرجي