بين عمًان وعدن

منذ ايام دعا نشطاء أردنيون الشعب إلى الخروج في مظاهرات ضد حكومة (هاني الملقي) لاتهامهم له بالفساد ومطالبين الملك بإقالتها .."!
 
الأردن ذلك البلد الصغير الذي لا يملك اي مصادر دخل ويعيش على المساعدات الخارجية و السياحة والتحويلات المالية للمغتربين في الخارج ... !
ومع ذلك فمعدل دخل الفرد الأردني العامل في الاردن 10 دنانير يومياً، اي ما يعادل 15 دولار، أي أن متوسط دخل الفرد العامل شهريا يصل الى 300 دينار وهو ما يعادل 450 دولار ...!!.
 
في الاردن لا تجد متسولاً ولا جائعاً يأكل من براميل القمامة ... لا تسمع عن امراض أو اوبئة منتشرة .. ولا انقطاعات للكهرباء أو الماء. ولا توجد أزمة مشتقات نفطية ولا طوابير على غاز الطبخ ......""
ومع ذلك دعا الاردنيون الشعب للخروج في مظاهرات يطالبون بإقالة حكومتهم الفاسدة ....!"
 
لم يخرج وزير الداخلية الأردني ليهدد المتظاهرين بأنه سيضرب بيد من حديد ..!
 
لم تخرج الحكومة ببيان تتهم فيه المتظاهرين بانهم جماعة خارجة عن القانون تهدف للانقلاب على السلطة ..!
ثم لم يخرج انصار الملك والصحفيين والاعلاميين والقنوات التابعة له لتتهم المتظاهرين بانهم انقلابيين يستهدفون الملك وشرعيته ولم يوزع السلاح والذخيرة في احياء طبرور، الجاردنز، خلدا، نزال في عمان ...!!
 
ولكن خرج الملك ليعلن لهم أن مطالبهم مشروعة وأنه متفهماً لمطالبهم وسيعمل على تحقيقها في أسرع وقت.. "!
خرج الملك كونه قريباً من الشعب ولا يوجد بينه وبينهم قفصاً زجاجياً او حاجزا اسمنتي..!.
خرج الملك ليفوت الفرصة على كل المتربصين بأمن واستقرار المملكة الاردنية.. !
خرج الملك لأنه يعلم ان العناد والمكابرة والاستماع إلى البعض من مستشاري السوء لن يفضي إلا إلى مزيد من التعقيد والصدام مع الشعب ..!!
 
خرج الملك لأنه يعلم ان الذهاب في هذا الاتجاه سيفقده الكثير من المكانة والحب والاحترام في قلب كل مواطن اردني وسيذهب بالبلاد الى مالا يحمد عقباه ....!!
 
 

مقالات الكاتب