وداعاً دكتور الخضر وداعاً مصباح العلم

وداعاً دكتور الخضر، وكنت أتمنى ألا أقولها، ولكنها الأقدار التي قدرها الله، ولا اعتراض على قدره وحكمه، وداعاً أخي العزيز فلو كانت الألقاب تمنح لعشت شيخاً ودكتوراً منذ طرقت أبواب العلم، فلقد رأيت فيك الشيخ والأستاذ مبكراً منذ تخرجكم في كلية التربية بشبوة، فلقد رأيتك أستاذاً وشيخاً وكنت أرجع لك في كثير من المسائل النحوية والفقهيه .

 

   زاملتك في كلية التربية لودر وأتذكر تلك الليلة التي جئتني تستشيرني في تقديم ملفك كمنتدب في الكلية، وأشرت عليك بأن هذه المواقع تتشرف بأمثالكم، ولا يملؤها إلا أنتم، فكنا نذهب سوياً ونعود كذلك، ولكن بعض الأيام كان لا يعود معنا، لأنه كان له زيارات لطلاب علم هنا وهناك .

 

  وداعاً طالب العلم وداعاً أيها الشيخ الزاهد، فلقد صحبت أخي الخضر ولم أسمع منه إلا كل خير، فمازالت ضحكتك المميزة تداعب ذكرياتي معك، فلقد كان متواضعاً في كل شيء في ملبسه وحديثه ومشيته .

 

  إن قابلته فبعد سؤاله عن حالك يسألك عن حالك مع العلم سؤال متلهف لما توصلت إليه، فلقد كان يفرح عندما يسمع عن طالب علم سلك له طريقاً باحثاً عن العلم، ومازال كتابه الذي استعرته منه قبل ذهابه إلى المملكة يزين مكتبتي، هذا الكتاب الذي تملكته بعد أن طلبته منه فأجابني خذه، ولكن أعطه حقه، فكنت أستفيد منه في إعداد الخطب، ولا أظنني أعطيته حقه كما يريد الشيخ .

 

  ذهب الشيخ الأستاذ العبقري الجهبذ الذي لا يحب الألقاب ولا يطمح إليها، لأنه قد تملكها وتشرفت به، ذهب الشيخ في يوم موعد اللقاء مع لقبه، ذهب الحبيب والصديق الذي لطالما انتظرنا عودته، ذهب ولمثله دمعت العين وحُق لها أن تدمع، وتوقفت الأفكار، وتوجب عليها أن تتوقف فالراحل كبير بحجم رسالته ودعوته، فنسأل الله أن يغفر له، وأن يتقبله، ولا نملك إلا أن نقول : صبراً آل الجونة فالموعد -بإذن الله - الجنة ...

مقالات الكاتب