تدني مستوى مخرجات التعليم !!

يلعب التعليم دوراً كبيراً في بناء مجتمع واعٍ متسلح بالعلم والمعرفة ومواكبة التطورات الجارية في عصرنا الحالي .. ومتطلباته للرفع من مستوى البلدان دينياً واجتماعياً وسياسياً وثقافياً وتربوياً وصناعياً ... فبالتعليم تبنى المجتمعات والحضارات
إن من هذه المواضيع تمس المجتمع بشكل عام  موضوع تدني مستوى الطلبة إذ إنه أصبح ظاهرة واضحة ينبغي الوقوف امامها وبحث اسبابها لايجاد حلول لها ..
فمن وجهة نظري : أرى أن تدني مستوى التعليم عند الطلبة يرجع للتخلخل في جوانب التعليم الاربعة ، وهي : الاسرة ، والمجتمع ، والمدرسة ، والطلبة انفسهم

 من اسباب تدني مستوى التعليم عند الطلبة ما سأذكره في هذه النقاط :

١ / التفكك الأسري ويقصد به الطلاق الذي يحصل بين الأبوين مما يؤثر في نفسية الطفل فيفقده التركيز في دراسته .
 
٢/ إنتشار الفقر بين أوساط المجتمع اليمني مما يؤدي إلى عدم اكتفاء الأساس... فيكون الفقر سببا في هروب الطلبة ونزولهم إلى الأسواق والشوارع للبحث عن العمل مما يؤدي إلى إنهاك الطفل آخر النهار فيرجع متاخراً إلى المنزل باحثاً عن الفراش للنوم ولا يفكر في المذاكرة .
ثم يخرج الصباح ذاهباً إلى المدرسة ولا يدري ماذا أخذ في اليوم الماضي من دروس .

٣/ عدم ضبط ورقابة الآباء لأبنائهم حيث يلحظ إن الطالب أكثر أوقاته خارج المنزل و عدم متابعة أولياء الأمور لأبنائهم في المدارس أو المنزل والاطلاع على ما أخذوه من دروس أي: لا يوجد اتصال وتواصل بين الأسرة والطالب نفسه ولا بين الأسرة والمدرسة .

٤/ الكثافة الطلابية في الفصل وهذا يلعب دوراً كبيراً في تدني مستوى الطلبة في المدرسة فلا يستطيع المعلم السيطرة على الفصل الدراسي أثناء الشرح ومتابعة الطلاب لكثرتهم .

٥ / غياب الكادر التربوي المؤهل الكفؤ وحل مكانه البديل من معلم آخر غير متخصص في هذه المادة أو المساق .

٦ / إعطاء المعلم مادة غير تخصصه وهذا عامل مساعد على عدم الالمام بالمادة التدريسية وعجزه عن توصيل المعلومات للطلبة ...

٧ / عدم وجود دورات تدريبية للمعلمين ، لابد من توفير دورات تدريبية للمعلم في تخصصه في طرائق التدريس حيث يؤهل المعلم ويعززه فوق الجانب العلمي ، وهذه الدورات التدريبية تكون محتكرة لبعض المعلمين في ادارة التربية ولا تصل إلى المعلمين في المدارس غير الفتات ، حيث نجد دورات تدريبية خاصة لقسم اللغة العربية يدخلها أساتذة في قسم العلوم والقرآن والرياضيات واللغة الإنجليزية والاجتماعيات وغيرها والعكس صحيح  .

٨ / دور المدرسة في تشجيع الطلبة للدراسة بإعطائهم الهدايا الرمزية اثناء فوزهم في مراحل التعليم .. فهذا يعزز من الجانب الايجابي للطلبة في التعليم وحب التعليم .. فيجب على الحكومة دعم المدارس مادياً للرفع من معنويات الطلبة وكذلك توفير وظائف للخريجين مما يساعد الطلبة على مواصلة الدراسة والالتحاق بالجامعات ..

٩ / الرفاهية المادية لبعض الأسر ، وذلك من توفير الامكانيات اللازمة لشراء ما يحتاجه الأولاد من وسائل الكماليات من جوالات وكثرة قنواة الأطفال والبلايستيشن والكمبيوتر للعب وليس للتحصيل العلمي والافراط في الفسح والرحلات .. فهذا يؤثر في مستوى التعليم عند الطلاب .

١٠ / لا ننسى قلة راتب المعلم مع ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة .. مما يضطر المعلم للبحث عن عمل آخر فوق مهنة التدريس فلا يستطيع المعلم تحضير الدروس بشكل متقن ، مما يؤدي إلى التشتت في المعلومات لديه والوقوع في أخطاء أثناء الشرح فيقوم الطلبة بتسجيلها خطأ منه .
١١ / كثافة المنهاج الدراسي ، مما يؤدي إلى الملل بالنسبة للطلبة فلا يستطيعون الالمام بالمادة .

وأما الطلبة فهم في الأخير يتحملون النصيب الأوفر في هذا المجال ، لأنهم مخرجات التعليم ونتائجه التي نراها ونلتمس ضعفها وعدم تأهيلها التأهيل المطلوب ، فمنهم من يتهرب من المدرسة ومنهم من لا يكتب واجباته ومنهم من لا يقرأ دروسه ومنهم .... على الرغم من توافر الإمكانيات عند بعضهم !!!