وداعاً لما تبقى من كرامة لعملتنا الوطنية.....!!

اتجهت صباح(الاحد) لإحد الاكشاك المتخصصة ببيع الصحف في مدينة الشيخ عثمان لشراء الصحيفة كعادتي صباح كل يوم جديد ...
وبعد ان ناولني البائع الصحيفة مددت له خمسمائة ريال ليقتطع منها ثمن الصحيفة ويقوم بإرجاع ماتبقى لي ...
هنا اخذ البائع يبحث عن فئة المائة ريال والمائتين والخمسين الورقية ليعيد لي الباقي وفتش جميع الادراج لعله يجد هاتين الفئتين (100و250) وبآءت جميع محاولاته بالفشل ....!!
فنظر الي نظرة يأس وتذمر من هذه الحال البائسة التي وصلت لها البلاد..وكيف سقطت عملتنا الوطنية وتحولت لمجرد اوراق لاتغني ولاتسمن من جوع..!! وحاولت ان اساعده في ايجاد حل لهذه المعظلة التي يواجهها كل يوم وهو يزاول مهنة بيع الصحف ، فقلت له:
 
لاعليك اخي ولاتشغل بالك بماتبقى لي من مبلغ ...!عندها ابتسم في وجهي وقال ماذا تريد ان ابيعك بماتبقى لك..؟ فقلت له هات هذا القلم واعطني ذاك الكتيب ...!!
 
فوضع الكتيب والقلم في كيس بلاستيكي وقبل ان يناولني الكيس قال:
 
انا متأكد اخي العزيز بإنك لست بحاجة للقلم ولالهذا الكتيب..!
 
فإجبته:
وماادراك بذلك؟
قال لانك تحمل قلماً في جيبك والكتيب انما اخذته لتنقذني من هذا الموقف المحرج..!
فهونت عليه وحاولت ان ابعده عن هذا الجو وهذا الموقف فقلت له:
لست الوحيد الذي يقع في هذا المأزق اخي الكريم فجميع المحلات التجارية تمر بنفس الموقف الذي انت فيه..!
 
فحال البلد وصل لمرحلة ميئوس منها...
واصبحت عملتنا الوطنية مثار للسخرية والاستهزاء..!
وهوت هذه العملة لدرجة لايتصورها عاقل..!
 
فهل هناك بصيص امل لانقاذ هذه العملة وارجاعها لسابق عهدها..؟
 
وهل هناك امل وتوجه لدى الحكومة وبمساعدة دول التحالف لدعم المواد الغذائية الاساسية ليتمكن المواطن من اطعام اولاده وتوفير لهم هذه المواد الضرورية .؟؟
وهل هناك امل لمراقبة الاسعار وضبط المتلاعبين بقوت الشعب..؟؟
 
ورغم كل هذه الآلام والمعاناة وشحة الامكانيات وغلاء الاسعار إلا اننا نرجوا ونأمل من حكومتنا الشرعية وبدعم وإسناد من دول التحالف ان تقف الى جانب شعبها وتعمل جاهدة على انقاذ عملتنا قبل ان تصل الى مرحلة ألا عودة..!

مقالات الكاتب