عزيز لقد أبكيت عيوناً وأحزنت قلوباً

عزيز لقد عشت عزيزاً ومت عزيزاً، لم نعرف عنك إلا هدوءك، وصولاتٍ وجولاتٍ كانت لك في ملاعب المستديرة الساحرة، عزيز ما ذنبك حتى تغتالك رصاصة ثأر لا علاقة لك بها؟ عزيز لقد أبكيت العيون، وأحزن فراقك القلوب، لأنك مثال رائع في الطيبة والأخلاق، فلم نراك إلا في أماكن جميلة، فالمسجد كنت دائماً أراك تتردد لأداء فرائضك فيه، وفي الملعب تصول وتجول، تداعب الكرة وتسعد الجمهور، تكسوك الأخلاق، فلم نرَ منك اعتراض، ولم نسمع منك كلمة نابئة، خجول عشت، وذهبت على حين غفلة منا، ذهب جثمانك وروحك وستبقى أخلاقك بيننا، بقي لنا منك اسمك العزيز، وبقي ذكرك الحسن، ستظل يا عزيز انموذجاً لشبابنا ليقتدوا بأخلاقك، وحسن سيرتك، سيتبادل الشباب صورتك الخجولة، وستكون مضرب المثل في الشاب الذي لا يحمل الحقد، ولم نرَ منه إلا الطيب من القول.

  عزيز لك من اسمك نصيب، فلقد عشت عزيزاً وذهبت عنا عزيزاً، لم تنل من العمر إلا القليل ولكنه كثير بالنسبة لأخلاقك، فلك في الملاعب اسم قد رسمته، وفي الحياة العامة لك اسم قد نقشته، فريد أنت يا عزيز، فلقد أبكى رحيلك حتى ابني الصغير  الذي لم يتجاوز الثامنة، وأبكيتني وأبكى رحيلك كل مودية، فأظن مودية اليوم كلها تبكيك أيها الشاب الخلوق الخجول .

فماذا عسانا سنقول في يوم رحيلك إلا الدمع سننثره في يوم رحيلك، فالعيون ملأى بالدموع، والقلوب قد خالطتها الأحزان، فيا للثأر كيف يتخطف الأبرياء الذين لا ذنب لهم !!!

عزيز  نحن شهداء الله في الأرض ولا نعلم فيك إلا الخير ولم نرَ منك إلا كل جميل، ولم تغضبنا ولم تجرح أحداً منا، ولكنك اليوم أحزنتنا بفراقك، فنسأل الله لك الجنة، وإنا على فراقك يا عزيز لمحزونون ولكن لا نقول إلا ما يرضي الله، فإنا لله وإنا إليه راجعون .

مقالات الكاتب