أعراسنا بلا رصاص

 
 
ظاهرة إطلاق الرصاص في الاعراس والمناسبات ظاهرة سيئة وخطيرة والكل متفق على ان هذه الظاهرة لاتجلب لمجتمعنا إلا المصائب وتحول اعراسنا من افراح ومسرات الى اتراح واحزان..
ومع هذا نجد الغالبية من المواطنين يصرون إصراراً عجيباً وغريباً على ممارسة هذه الظاهرة المزعجة والمخيفة...!!
 
الاسبوع الفائت تداولت المواقع الاخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو حفل زفاف لاحد الشباب بمدينة عدن..
ورأينا الفرحة في بداية الاحتفال تغمر وجوه الشباب وهم يرقصون ويغنون في الشوارع ...
وفجأة وبدون سابق إنذار تتوقف الاهازيج والزقاريد لتتحول إلى بكاء وعويل وصراخ بعد ان رأى المحتفلون  امامهم احد الشباب وقد اخترقت رصاصة طائشة مقدمة رأسه والدماء تسيل على وجهه..!
لتنقلب الافراح لاتراح  واحزان ورعب وخوف...!
كل ذلك بسبب اطلاق الرصاص العبثي والعشوائي ...
 
فلماذا نتمسك بظاهرة لاتجلب لنا إلا الاحزان وخطرها واضح للعيان..؟
ولماذا نصر على  ألا يمر زفاف احدنا دون ان يصاحبه اطلاق المئات من الرصاصات الطائشة التي تعود راجعة من السماء لتصيب اناس لادخل لهم في هذا العرس او ذاك...؟
 
ولماذا نتسبب مع سبق الاصرار والترصد في تحويل افراحنا الى مئآتم واحزان...؟؟
 
أليس فينا رجال يستطيعون الوقوف امام هذه الظاهرة القاتلة ومنع ممارستها في الاعراس والمناسبات..؟؟
 
أليس فينا حكماء وعقلاء ومثقفون ورجال دين واساتذة ليتصدرون المشهد ويعلنوا عن تأسيس جمعية اهلية تحمل شعار (معاً لاعراس بلا رصاص) تعنى بتوعية المجتمع والتحذير من خطر اطلاق الرصاص وتساعد على اقناع الشباب بضرورة التخلي عن مثل هذه السلوكيات والممارسات الشاذة التي تتسبب في ازهاق ارواح الابرياء..؟؟
 
نتمنى ان يتحرك صفوة المجتمع من مشائخ علم وخطباء مساجد واساتذة جامعات ومعلمون وغيرهم في عدن وبقية المحافظات لتأسيس مثل هذه الجمعيات الاهلية لعلها تستطيع ايقاف ذلك العبث المسمى(إطلاق الرصاص) في الاعراس...
 
فإن لم يتحرك من نرجوا فيهم الخير لهذا الشعب ولهذا البلد لايقاف اي سلوكيات شاذة ودخيلة على مجتمعنا فمن ذا الذي يتحرك ويتقدم الصفوف لفعل مثل هذه الاعمال الخيرية التي ستنتج لنا الهدؤ والسكينة وراحة البال ان لم يقم الخيرون بواجبهم كما يجب..؟؟
ومعاً لجعل اعراسنا بلا رصاص.
 
✍منصورالعلهي
2018/4/2م

مقالات الكاتب