قائدي أكل رغيف عيالي

 
   جلس الوالد مع أولاده وزوجته فرحين وكلهم أمل أن يأتي الراتب بكرة، فالراتب هذه المرة جماع ربط حسب تصريح الأب لأولاده .
 
  قال أحد الأبناء يا أبتي أريد بدلة فثيابي ممزقة مقطعة، وأولاد الجيران يضحكون على مظهري، فرد الأب بكرة ستلبس أجمل الثياب، ففرح الابن وضم أباه، وهو يردد بكرة عيد بكرة عيد .
 
تهللت أسارير الزوجة وقالت وأنا أريد مبلغاً مقطوعاً أريد أقضي ديوناً هنا وديوناً هناك، وقال الأب بكرة سنمسح كل الديون، فرح الكل وضحكوا.
 
  فقال كبيرهم من الأبناء وأنا أريد دريساً وجزمة فكل أصحابي معهم دريس وحزمة، فرد الأب منتشياً بكرة لك ما تطلب يا كابتن .
 
نام الكل على أحلام الراتب، واستيقظ الأب باكراً يطلب معاشه، وقف في طابور الراتب، وجاء دوره ليتسلم أحلام العائلة، فسلمه القائد حزناً ووجعاً، ربطة تحوي قليلاً من الأوراق، ارتج الأب وخاطب قائده ماهذا؟ فرد القائد هذا معاشك والباقي خصم، سحب الجمع الأب وهو مبهور مجروح، ماذا عساه سيقول لصغيره، فتش راتبه وعده وكرر عده، فتاه بين الطرقات فتلقفه سائق متهور ورمى به، وماتت معه الأحلام .
 
 انتظر الأبناء مع الزوجة قرع الباب وتدافع كل الأبناء  كل منهم يريد تحقيق أحلامه، فتحوا الباب، وإذا بالأب محمول فوق الأعناق، تعلق طفله صاحب البدلة وهو يردد أبتي من سيأتيني بالبدلة، عد ولا أريد البدلة قم يا أبتي وأنا متنازل عنها للقائد، فليأخذها لابنه، همي أن تعود يا أبتي.
صاح كبير الأبناء أبتي لن ألعب كرة بعد اليوم، ولن ألبس زياً فهي للقائد وأبنائه  ويكفيني وجودك يا غالي.
نظرت الزوجة من خلف الباب وهي تردد أحلامي ماتت، خذوا كل الراتب وأعطوه القائد، ولتتزين به حرمه، وليهدي أخواته وقريباته من راتب زوجي، ولكنا نطلب بسمتنا وضحكتنا، ما أقسى قلب القائد ألهذا الحد يقتل زوجي وييتم أطفالي من أجل أن يأكل رغيف عيالي؟ 
صاح الابن من أجل الراتب يقتل هذا القائد أحلام الأسرة؟ أكل القائد رغيف الأسرة مسروراً مع أولاده، ووعدهم برحلة عدوا الخصم فكان كثيراً  وكبرت رحلتهم مع ضخامة ما خصمه، طار بهم بعيداً، فانفجر إطار السيارة بسهم من زوجة مكلومة، وطفل يتيم مجروح، فمات القائد والزوجة حتى أصابت دعوتهم كل الأولاد .

مقالات الكاتب