همسة في اذن ملائكة الرحمة....!

 
 
نسمع منذ ان كنا صغاراً بإن الاطباء وكل من يعمل في مجال الطب يسمون بملائكة الرحمة...!
ومرت الايام وانقضت السنين والشهور وتقدمنا في العمر  ولاتزال هذه الصفة ملازمة لذاكرتنا ولم يستطع الزمن محوها....!
 
وبعد ان كبرنا وصرنا ندرك  الامور ونميز بعض المصطلحات والمسميات ونحاول ان نربط هذه الصفات بحامليها او بمن تطلق عليهم هذه الصفة اوتلك لنعرف حقيقة هذه المسميات...
 
حاولت وانا امر بمرحلة مرضية عابرة خلال الاسبوع الفائت ان اربط مصطلح(ملائكة الرحمة) بالعاملين في مجال الطب فرأيت مع الاسف الشديد بإن هذه التسمية المرتبطة بالرحمة ليس لها اي علاقة او ترابط لامن قريب ولامن بعيد ((ببعض)) الاطباء الذين يحملون هذه الصفة...!!
 
وقبل ان اخوض في موضوع (ملائكة الرحمة) الذين تحولوا مع الاسف من خلال تعاملهم مع المرضى لملائكة عذاب لابد ان اوجه شكري وتقديري لاولئك الاطباء الذين لايزالون على العهد والذين يرعون الامانة في مرضاهم ويحافظون على هذه الصفة الرفيعة ولم ينجرون خلف بهارج الدنيا وملذاتها لكسب المال على حساب المرضى....
فلهم مني ومن كل مواطن شريف كل الحب والتقدير والاحترام....
 
اما بخصوص اولئك الذين يسمون انفسهم بملائكة الرحمة والذين حولوا معاناة المرضى والمراجعين لمكسب تجاري (بحت) فاقول لهم:
اتقوا الله في المرضى ولاتجعلوا مهنة الطب تجارة للكسب السريع ولاتتلذذوا في تعذيب المرضى...
 
واليكم بعض الحقائق التي عشتها واقعاً ملموساً عند ذهابي الى عدن لاجراء بعض الفحوصات الطبية ومقابلة بعض الاطباء...
 
وجدت بإن (بعض) الاخوة الاطباء مع احترامي الشديد لهم لايحترمون المواعيد مع انهم وضعوا لوحة ارشادية امام مدخل عياداتهم تفيد المراجع اوالمريض بمواعيد تواجد الطبيب ووقت مغادرته.. !
ومع هذا تجد الطبيب الذي وضع في لوحته الارشادية بانه سيحضر الساعة الخامسة عصراً لايحضر إلا في السادسة مساءاً والبعض الآخر يتصل معتذراً عن الحضور....!!
وكم سيعاني المريض جراء هذا التأخير والمماطلة من الطبيب الذي يفترض ان يكون عوناً للمريض وملاك للرحمة...؟
 
الملاحظة الاخرى التي لامستها على الواقع بإن المريض بعد كل هذه المعاناة والمرمطة وبعد ان يبذل جهداً غير عادي للوصول للطبيب المختص وبعد ان يقوم بجولة مكوكية على المختبرات الطبية واجهزة الفحص الاخرى التي تكلفه الشيء الكثير يفاجئ بإن ذلك الطبيب ينظر لنتائج الفحوصات نظرة عابرة وسريعة ليقوم بعدها بكتابة رسالة مطولة تحوي على عدد من الادوية وقبل ان يناول المريض هذه الروشتة المملة ينصحه بالعودة بعد اسبوع....!!
 
يالها من مهنة انسانية بحتة حولها (البعض) الى تجارة مربحة على حساب معاناة المرضى....!!!!
 
همسة في اذن اولئك (البعض) ممن يمارسون (تجارة) الطب ان يتقوا الله في المرضى وان يراجعوا حساباتهم وان يعودوا الى الله وان يراقبوه في هذه المهنة الانسانية الشريفة..
وان يحافظوا على مسمى(ملائكة الرحمة) التي عرفناهم بها منذ ان كنا صغاراً ونناشد اولئك (البعض) بإن لايجعلونا نغير هذه التسمية التي لازمتنا منذ الطفولة ونستبدلها (بملائكة العذاب)
 
نصيحة اخيرة لملائكة الرحمة ان تعملوا لوحة تعريفية اخرى يكتب عليها بإن الطبيب الفلاني المختص لايقبل اكثر من خمسة عشر او عشرون مريضاً للمعاينة ليتسنى للطبيب فحص المريض جيداً وليعمل المريض كذلك حساباً لمقابلة الطبيب..
 
 
نسأل الله ان يمن على عباده بالصحة والعافية..
ونتمنى لملائكة الرحمة التوفيق والسداد والهداية.
 
 
✍منصورالعلهي
2018/4/15م

مقالات الكاتب