قضية شعب الجنوب ليست خاضعة للمزاج !

في الوقت الذي تعالت فيه الأصوات وبحت حناجر هذا الشعب الصبور والمغلوب على أمره بأن يلتقي جميع الجنوبيين بكتلهم السياسية كافة على إيجاد حامل سياسي يرفد قضيتهم ويدعم تلك التضحيات الجسيمة التي تكبدها شعبنا خلال تلك السنوات العجاف في نضاله السلمي ، للأسف لم نر أو نسمع أي تجاوب لتلك الدعوة سواء تزايد تفريخ مكونات جديدة ظلت متشاكسة فيما بينها فأثخنت من جراح هذا الشعب وأوهنت موقفه السياسي ، حتى أن البعض كان يصف الدعوة لمؤتمر جنوبي جامع بالخيانة لقضية الشعب والارتهان في أحضان العملاء على حد قولهم حينها ،

اليوم وبعد أن التقى معظم الجنوبيين بكتلهم السياسية تحت مظلة المجلس الانتقالي وساروا نحو إرساء دعائم العمل المؤسسي وتوحيد العمل السياسي والدبلوماسي لقضية شعبهم وخطى المجلس بالفعل خطوات سياسية جادة ومتقدمة في الحق الوطني الجنوبي نسمع من ينادي بالدعوة إلى مؤتمر جنوبي جامع والأغرب أن تأتي هذه الدعوة من أولئك الذين وصفوا حينها الدعوة لمؤتمر جنوبي جامع بالخيانة بل وصل بهم الحال إلى حد الاستهزاء بأصحاب تلك الدعوة ،

نعم اليوم نسمع منهم نفس الدعوة ، يا للعجب هل تحوّلت قضية شعب الجنوب الوطنية السيادية بين عشية وضحاها إلى قضية شخصية أو إلى قضية مكون حتى تستدعى الضرورة إلى مؤتمر جنوبي جامع يمنح ذلك الشخص أو ذلك المكون حق تمثيل هذا الشعب ؟
لا والله قضية شعب الجنوب ليست خاضعة للمزاج فلا المجلس الانتقالي الذي فوّضه الشعب مخوّل بالحياد أو الميل عن الهدف الأسمى لشعب الجنوب التحرير والاستقلال واستعادة وبناء الدولة الجنوبية الحديثة ولا من ينادي بمؤتمر جنوبي جامع مخولين بإرباك المشهد السياسي وتهيئة فرص للمحتل اليمني سواء كان لما يسمى بالشرعية أو الانقلابيين بشق الصف الجنوبي بحجج ومبررات جلها من وحي ونسيج خيالهم واتهامات لربما لا ترتقي إلى مستوى الحقيقة ظلت للأسف مناكفات ومعضلة بين قوى الثورة الجنوبية طوال سنوات النضال السلمي حالت دون إيجاد حامل سياسي ، فالمتغيرات التي طرأت على الواقع الجنوبي تتطلب منا جميعاً الالتزام بمبدأ التصالح والتسامح الجنوبي وإعلان عدن التاريخي في الرابع من مايو الذين جبا ما قبلهما ، ثم أن الوطن الجنوبي وطناً لجميع الجنوبيين بكافة الكتل السياسية والشرائح الاجتماعية فيما إذا أردنا بالفعل أن نبني وطن يتسع لكل أبنائه ودولة تستوعب القوى السياسية الوطنية كافة ، سيما وأن ثمة عوامل مشتركة تجمع بين تلك القوى السياسية أهمها وحدة الهدف الذي أجمعت عليه الإرادة الشعبية الجنوبية فلا نختزل القضية برمتها في أشخاص اختلافنا معهم أو كان لهم مواقف من ثورة شعب الجنوب أو إنهم وقفوا في المنطقة الرمادية أثناء النضال السلمي لثورة شعب الجنوب أو حتى كان لهم نشاطٌٌ يسير في اتجاه خدمة المحتل اليمني حينذاك ( أقول حينذاك ثم استدركوا ) ، فنحن أولاً مسلمون وقدوتنا الحسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعونا نستحضر التاريخ ونقرأ كيف كان موقف رسول الرحمة من بعض الصحابة رضوان الله عليهم حين وقفوا في البداية ضد الإسلام ونكلوا بالمسلمين وقتلوا فيهم ما قتلوا ، أظن أننا في مثل هذا الظرف العصيب الذي يمر به وطننا الجنوبي بحاجة ماسة للإقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم حتى لا نترك لخصمنا فرصة لنسف ما تحقق وضرب ثورتنا وكسر مقاومتنا لا سمح الله فاني أرى بعضاً من التهور والطيش في تصرفات البعض من أخواننا الجنوبيين لا داعي لها فإذا تعقَلنا وقرأنا الواقع قراءة متأنية لوجدنا مساحة شاسعة نستظل نحن الجنوبيون بظلالها بالتأكيد ستقينا الأشواك المغروسة في طريق تحرير واستقلال جنوبنا الحبيب فهل نحن جادون أم أن كيدنا فيما بيننا عظيم ؟

مقالات الكاتب