مشهور من قائد لموقع(المشهورالحربي) الى مزارع يحرث ارضه...

 
 
قادتني قدماي إلى الاراضي الزراعية المملوكة لعائلة آل سالم الهيثمي العريقة والتي تنتمي لقبيلة آل فرج الميسرية وعند اقترابي من إحدى تلك الاراضي رأيت رجلاً يجلس خلف مقود حراثته ليحرث الارض...
اقتربت كثيراً نحو ذلك الرجل لإتفحص ملامحه فكانت المفاجأة..!!
 
اتدرون من هو قائد الحراثة الذي يقوم بحراثة الارض..؟
 
إنه القائد المقاوم محمدسليمان محمدسالم الهيثمي(المشهور)..!
 
ذلك الرجل البسيط والمتواضع الذي يمتاز بخفة الدم وإطلاق النكت الخفيفة ليضفي على من حوله نوع من المرح والسرور ...!!
 
(المشهور) كان قائداً للجان الشعبية ثم قائداً في المقاومة الجنوبية التي تشكلت لمقارعة الغزو الحوثي العفاشي..
 
فعند احتدام المعارك نرى ذلك القائد الشجاع في مقدمة الصفوف مرابطاً ومدافعاً صلباً عن حمى منطقته الوسطى الى جانب إخوانه من رجال المقاومة بالمنطقة...
ولطول مرابطته في مواقع الشرف والبطولة سمي الموقع الذي يقوده في جبل عكد بإسمه(موقع المشهور)..!
لشدة التزامه والتصاقه بهذا الموقع الذي لم يفارقه قط حتى تحقق النصر المؤزر واندحرت المليشيات الحوثية العفاشية مهزومة تجر خلفها اذيال الهزيمة والخزي...
ليعود ابا سليمان شامخاً رافع الهامة منتصراً ..!!
 
وبعد ان وضعت الحرب اوزارها لم يطالب ذلك الليث البطل(المشهور) بمركزاً قيادياً ولامنصباً رفيعاً في السلطة نظير ماقدمه من تضحيات ومواقف بطولية لقناعته بإن كل مابذله في ميادين الشرف ماهو إلا جزء من الجميل الذي يحمله لوطنه ولمنطقته واهله...!!
 
عاد (المشهور) إلى مدينته مودية ليرتاح قليلاً من ارهاق وتعب النزال في ميادين الوغى ليعود بعدها لارضه الزراعية مزارعاً بسيطاً يحرث الارض ويسقي الزرع الذي زرعه بيده...
 
رأيت اليوم ذلك القائد المخلص وهو يحرث ارضه الزراعية بنفسه ...
رأيته منشرح الصدر يدندن بصوته الشجي مردداً قصيدة قديمة عن الارض وحراثتها للشاعر الراحل محمدالحمزة محمد الذي يقول فيها/ضمد كابرك والردي...هات الهيج هات الزهاب.
قل بالله صلب او رطب...الراية في الطين فوش.
عرب لاتهم التعب...صبرك للمناشي تطول.
نحل لاحنب في الشجر...لانوجد قفاك الجدول.
لاجاء ابن الرعوي يقص...قل له بلثت بالسبول.
حتى للبلاد اجفعت...قل له حيمر اهلك قبول.
.. وهو يقود حراثته ومعه عدد من اولاده واولاد إخوانه لمساعدته في حراثة الارض....!!
 
سلمت عليه ليرد التحية بإحسن منها ثم اوقف محرك الحراثة ليرحب بي وليقدم لي كأساً من الشاهي..ثم جلسنا تحت شجرة قريبة لنستظل بظلها من حرارة الشمس المحرقة لنحتسي الشاهي...
 وليحدثني عن الزراعة وحراثة الارض وكم هي ممتعة عندما يقوم احدنا بالاهتمام بالارض ، يعطيها لكي تعطيه...!
ثم سألته لماذا لاتطالب بمنصب قيادي رفيع كونك احد قادة المقاومة الذين كان لهم باع وصولات وجولات اثناء الحرب..؟؟
 
فأجابني بالقول:
 
المنصب القيادي الرفيع الذي اتقلده اليوم هو قيادة حراثتي التي اعتز بها ايما اعتزاز..!
 
فهي ونيستي وسلوة خاطري وانشراح صدري..
ومانقدمه لديننا ولوطننا لايعني اننا نريد مقابلاً له مناصب زائلة او مكانة لاتدوم..!
وسنكون دوماً وابداً جنود لخدمة هذا الدين وهذا الوطن.
 
فعلاً...
انه قائد مخلص ومميز في زمن البحث عن المصالح الشخصية...!!
 
حفظ الله قائد موقع المشهور بجبهة عكد(محمد سليمان المشهور).
 
 
 
 
 
✍منصورالعلهي
2018/5/9م

مقالات الكاتب