الإعلام والدراما اليمنية هل يغرقان في ضحالتهما

ليس هناك ماهو أسوأ مما تقدمه بعض القنوات اليمنية المحسوبة على الشرعية وبعض التيارات الدينية في رمضان من دراما
/مسلسلات /برامج /فلاشات/ اسكتشات أو وجبات رمضانية خفيفة) تتناول مجتمعة تجاوزات الحوثي ومالها من تبعات، هذه القضية التي باتت تلوكها تلك القنوات ليل نهار والتي صرعتنا بها
بطرح كوميدي مقزز ومبالغ فيه مثير للإشمئزاز والشفقة في آن معا على القائمين عليها من الإفلاس الابداعي والفكري حيث تتكرر هذه البرامج والمسلسلات كل رمضان ولاجديد غير ذاك الطرح وتلك القضية بحيث لاترقى من استاتيكيتها المهووسة بإسقاطاتها التي تشذ عن المقارنة فتسقط في مباشرة الطرح الرخيص سوا إضافة بعضا من بهارها لتقنع المشاهد أنه أمام جديدها
ولا أظن أن المشاهد بهذا الغباء ليقع في هكذا فخ
وكأن قضايا الشارع اليمني سيما الفكرية والمجتمعية أوحتى السياسية قد نفدت أو سويت تماما

يأتي ذلك في ظل تداول بعض القنوات الإخبارية وامتهانها للتحريض في تناولها الفج كمن يأجج النار في العشب اليابس سيما لأزمة "سقطرى" بعد أن تم احتواءها وتداركها أوكاد
لست أقول ذلك لأني في صف الحوثية أو الإمارات أو ضد أي طرف آخر
ولكن لكمية الضحالة والإسفاف المبتذل التي وقع فيها اعلامنا والتي تخرجك عن طورك وصمتك


،لماذا بات إعلامنا تقليديا وبائتا جداً في الطرح والمضمون وفقد الكثير من الحيادية والشفافية حتى أن بعض قنواتنا الإخبارية انساقت وراء بروباجاندا خاصة بها لتلميع ذاتها من خلال اللهث وراء تزكيتها وذلك باختيار جماعة ممن يحسوبون عليها وكأنهم كل الجمهور لتعرض آرائهم على شاشتها كلما احتفلت بعام من انطلاقتها ولاجديد في تقدمها سوا تراجعها القهقرى تتجاذبها سياستها المتلاطمة بها بين دهاليز الاهواء المظلمة والولاءات المقيتة من يم إلى يم بل من مستنقع إلى آخر فلاتكاد ترسوا أو يقر لها قرار حتى تغرق في ضحالتها وهكذا ديدنها تعبث بها سياسة المصالح الحزبية المأفونة
والضريبة مدفوعة سلفا!
فقدان نزاهتها وشفافيتها لدى الجمهور ولربما يحدو ببعض المتلقين إلى التوجس والإشمئزاز من الإعلام عامة مابقي هناك بقية من حيادية أوشفافية ذهبت أدراج النظرة التشائمية العامة كما أنَّ السيئة تعم

وختاما غياب المشهدية الثقافية والفكرية من إعلامنا والصور الإنسانية والرؤى الخلاقة والإبداع الهادف من الدراما أمر يدعو إلى مراجعة الطرح الدارمي والإعلامي والنظر في توجهات القائمين عليه حيث يكاد يغيب غيابا كليا هذا العام فلسنا بحاجة لعصر سلاف قضية واحدة في كل البواتق مادام التنوع والثراء مطلوبا وموجودا والسبل متاحة ومادمنا نمتلك دماء شابة وكفاءات على مستوايات عالية من الوعي والتثاقف ونستطيع أن نراهن عليها ..ماذا وإلا فسنظل رهن ضحالتنا..


وختاما أيضا ..(أطرش بجانب مغني) أو العكس
- من أهان خصوصية الآخر؟!