حول خطاب المشاط

المستمع لخطاب مهدي المشاط رئيس مايعرف بالمجلس السياسي في الشمال الذي القي هذا المساء بمناسبة ال22 من مايو سيجد انه قد احتوى على كل المفردات التي كان يرددها عفاش في خطاباته الوحدوية السابقة، كما سيلاحظ أن هناك بعض المفردات التي أوردها محسن في خطابة قبل أيام بهذه المناسبة.
ايضاً أحتوى خطاب المشاط على كل تلك المفردات التي يتحدث بها جميع نشطاء وإعلاميي ومحللي وسياسيي وقيادات جماعة الأخوان.

إن المستمع لخطاب المشاط سيجد أنه في الحقيقة عبارة عن كوكتيل من المفردات الوحدوية القديمة والجديدة التي ضل يرددها على مسامعنا كل مسئولي وقيادات الشمال على مدى اكثر من عشرين عاماً.
فالمشاط يتحدث عن أن الوحدة قدر ومصير، وأنها أمر اللهي مقدس .. وأنهم مستعدون للقتال ذوداً عنها.. بل قالها بالحرف أنهم يقاتلون من أجلها.

تحدث المشاط عن السيادة الوطنية، وأن مايحصل في الجنوب هو إحتلال ..قال المشاط : أن دول الخليج تسعى إلى تقسيم اليمن، وبطريقة غير مباشرة المح المشاط أن كل مايحصل في الجنوب اليوم سبق لهم أن حذروا منه الأخرين ويقصد الشرعية والشعب، وأن الازمة الأخيرة في سقطرى كشفت للأخرين حقيقة هذه التحذيرات.

ملخص مايمكن أن يفهم من خطاب المشاط الوحدوي أن الوحدة هي هدف كل القوى السياسية في الشمال، بمعنى أن الجنوب هو هدفهم وكل هذه الأزمات الحاصلة في الجنوب هي مفتعلة من قبل الأخوة شرعيي وانقلابيي الشمال، بل هي هدف مشترك يتفق عليه الجميع وأن إختلافهم فقط حول كرسي الحكم والسلطة.
وما التوجس والخوف الذي يجمعهم اليوم إلا من أن يتمكن الجنوبيين من بناء كل مؤسساتهم العسكرية والمدنية، ومن إستعادة الجنوبيين قرارهم السيادي على كل شبر من أراضيهم.

المشاط اليوم كشف لنا الحقيقة الكامنة وراء اسطوانهم المشروخة المتمثلة بأن ما جرى ويجري هو عدوان، وأنهم يخوضون حرباً ضد هذا العدوان و التي ضلوا يرددونها خلال أربع سنوات من الحرب.

بينما في الحقيقة والواقع وحسب خطاب المشاط فإن الحرب الدائرة اليوم هي من أجل الوحدة والسيادة وهو نفس مايتحدث به اليوم شرعيين الشمال ، وهو ذات الاتهام الموجة لدول الخليج بأنها تخوض حرباً من اجل تقسيم البلاد وتسعى للإنفصال مناشداً المجتمع الدولي التدخل لإيقاف مايحصل .. وكأن المشاط قد حصل على خطاب سابق ل علي عفاش قاله من ميدان السبعين عام 1994 لينقل هذه الفقرة بالنص الى خطابة الوحدوي 2018.

بعد أربع سنوات من إستمرار الحرب صار الأمر واضح ولايحتاج الى إجتهاد فالاخوة في الشمال بكل إختلافهم وتوجهاتهم يخشون من انفصال الجنوب.
فالإخوان اوقفوا جبهاتهم في الشمال والسبب عدم حصولهم على تطمينات أو تأكيدات بعدم إنفصال الجنوب وهو مايصرح به الكثير من أتباعهم.. كما تعمدوا إيقاف جبهات المناطق الحدودية في بيحان ومكيراس.
وعندما استطاع أبطال الجنوب في شبوة تحرير بيحان وكشف هذا المخطط الخبيث ... ذهب الاخوان في الشرعية إلى إصدار قرار ضموا به محور بيحان إلى المنطقة العسكرية في مأرب وهو قرار مخالف اصلاً للمشروع الذي تتبناه الشرعية.

ببنما تركوا مكيراس وهي أخر منطقة حدودية مع الشمال بأيدي الحوثيين لتبقى خاضعة للشمال كإشارة أن بقائها يدل على أن الوحدة باقية وعلى تمسكهم بها.. ليس هذا فحسب بل هناك من اوقف مشروع شركة الاتصالات بعد ان اصبح جاهز بالكامل والسبب هو كون المشروع يترتب عليه فصل الرقم الدولي.

كل هذا ولازال هناك من الجنوبيين من لم يدرك بعد حقيقة هذه التفاصيل وما يجري اليوم على الارض.
يبقى السؤال إلى متى ؟

مقالات الكاتب