عبر ودروس من الواقع الملموس

 
 
 
 
في إحدى ولايات أمريكا كان هناك صراع عنصري بين البيض والسود وكانوا لايتفقون البته ويعيشون في حالة صراع دائم وفوضى وشغب، وكانت الأجهزة الأمنية في الولاية في حالة إستنفار قصوى بهدف إحلال الأمن والسكينة في الولاية، لذا كانت دائما تتدخل لفض النزاعات الحاصلة بين الطرفين.!
 
لكن السود ينظرون لها بأنها منحازة للبيض ولذلك دائما ماتتعرض دورياتها لإطلاق النار أو الرشق بالحجارة، في إحدى المرات داهمت الشرطة منزل أحد الأشخاص من البيض واعتقلته واقتادته إلى مركز للشرطة احتج بعض الأفراد من البيض على ذلك الإعتقال،
 وبالطبع سمع السود خبر الإعتقال، ولإن لديهم حقد على  الأجهزة الأمنية استغلوا الموضوع بهدف تأجيج الموقف والاستفادة منه في خلق رأي عام في الولاية لإحداث تمرد وشغب لزعزعة أمن وإستقرار المدينة للإنتقام من الأجهزة الأمنية، وبدأوا ببعض مظاهر الشغب بحجة الآحتجاج والتضامن طبعاً رغم خلافهم التاريخي مع البيض، 
 
 لكن البيض كانوا اذكياء جداً وفهموا الملعوب وفكروا في طريقة معينه يتمكنوا من خلالها من تفويت الفرصة على كل المتربصين بأمن واستقرار ولأيتهم بعد أن شعروا أن الأمور قد تخرج عن السيطرة ويتم استغلالها لإهداف لاعلاقة لها بالتضامن معهم ولا مع قضيتهم، وسارعوا إلى تشكيل لجنة منهم قامت هذه اللجنة بإرسال رسالة للسود يطلبوا منهم اختيار مجموعة منهم كي يتم الجلوس معها لتشاور والتدارس حول الطريقة الممكنة للرد على عملية الإعتقال التي طالت أحد أفراد البيض ...."! 
 
 فرح السود وقالوا جاء الفرج وحانت اللحظة الحاسمة التي ينتظروها وافقوا وارسلوا عدد من الأفراد يمثلونهم في جلسة التشاور والتباحث مع البيض ... " 
ثم التقى الطرفان على طاولة واحدة وقبل أن يبدأوا في النقاش كانت هناك قائمة بشروط وضعها البيض وطلبوا من السود الإطلاع والموافقه عليها أو رفضها .. وكان من أهم هذه الشروط: * الإتفاق على أنهاء كل اشكال ومظاهر التوتر الحاصل بين الطرفين ..." 
 
* الدخول في مصالحة دائمة ووضع أسس معينة للقضاء على التمييز العنصري تماماً . 
* إحترام النظام والقانون والحفاظ على أمن واستقرار الولاية .
* الإتفاف على تشكيل لجنة مشتركة من الطرفين من المحامين والحقوقيين والمستشارين القانويين لحل كافة القضايا بين الطرفين وكذلك لتبنيها والدفاع عنها أمام السلطات وفق النظام والقانون ....
 
 وافق السود على تلك الشروط وتم إعداد محضر بالإتفاق والتوقيع عليه من الطرفين ، بعدها لم يكن أمام السود إلا إبتلاع الموقف ليتم بعدها الإتفاق على أن تكون قضية الرجل الأبيض المعتقل من قبل الأجهزة الأمنية هي أولى القضايا التي ستكون محل التباحث والنقاش من قبل اللجنة المشكلة ، وهي أولى القضايا التي سيتم تبنيها أمام السلطان القضائية والقانوية في الولاية وفق النظم والقوانين المتبعة  ... !!

مقالات الكاتب