الجنوب والتحالف وناقوس الإخوان

إخوان الشمال في الشرعية تمكنوا من ترويض وإخضاع واجبار دول التحالف العربي وعلى راسهم السعودية والإمارات من الدخول معهم في تفاهمات قد تحدث تغيير في مستوى الأحداث السياسية برمتها، وذلك خلال عام كامل شنوا فيه حرباً إعلامية شرسة على تلك الدول استخدموا فيها مختلف الأسلحة الإعلامية الخفيفة والمتوسطة والثقيلة .

حرب الإعلام التي لجأت إليها جماعة الإخوان خلال عام كامل كانت تحت مسميات عدة تارة بأسم الحقوق والحريات، وتارة بأسم الخذلان في الجبهات وأخرى باسم دعمهم للإنفصال وتمزيق البلاد والتأمر على الوطن ثم اختتموها بأسم السيادة واختطاف الرئيس ومنعه من العودة وغيرها.

تمكنوا من خلال هذه الحرب الإعلامية من لفت أنظار العالم، وكسبوا من خلالها أيضاً بعض التعاطف الدولي بهدف الحصول على وسيلة للضغط الدولي على تلك الدول لإجبارها على الدخول معهم في تفاهمات وحوارات لتحقيق بعض المكاسب السياسية عبر المقايضات وتبادل المصالح .

بينما في الحقيقة فشلت كل الأطراف الجنوبية في الشرعية وخارجها من الإنتصار لقضيتها من خلال إستخدام الكثير من الأوراق وأساليب الضغط والإبتزاز سواء من موقعها السياسي او عبر قربها من مراكز صناعة القرار في تلك الدول الحليفة، او من خلال مشاركتها في الحرب التي تدور رحاها اليوم سواءاً تلك التي يقودها الجنوبيين في جبهات الشمال أو تلك التي يخوضها الجنوبيين في مكافحة التطرف و الارهاب او حتى عبر تقديم انفسهم كشركاء حقيقين في الحرب، وكان لابد لهم من الحصول على ضمانات خطية.

فالعمل السياسي لا مجال فية للعاطفة والثقة المفرطة والقانون لايحمي المغفلين ....!


لايزال هناك متسع من الوقت أمام القيادات الجنوبيية والجنوبيين كافة لتدارك الأمر وإن كان ليس بالوقت الطويل،
فالأيام تمضي والإخوان قد بدأت نتائج حربهم الإعلامية تاتي أوكلها ، وربما لم يتبقى إلا وضع اللمسات الأخيرة لتظهر حقيقة كل التفاهمات وما يدور خلف الكواليس في الغرف المغلقة في الرياض وغيرها من البلدان أخرى .


في الوقت الذي لازال الجنوبيين منشغلين ببعضهم مشتتين الأفكار والمواقف، غافلين عما بأيديهم من أسلحة فتاكة والتي باستطاعتها أن تغير بل أن تقلب موازين القوة برمتها وترجح الكفة وتقلب احداث المشهد السياسي راساً على عقب، ولا أظن أن البعض يجهل معنى وهدف ما أقول، ولا أظن البعض أيضاً لم يدرك حقيقة ما بأيدينا من أوراق القوة والتمكين للإنتصار لقضيتنا وحلمنا ومشروعنا ومستقبلنا ومستقبل الأجيال القادمة.

اللهم إني بلغت اللهم فأشهد

مقالات الكاتب