همسة في أُذن سجَّان

أيُّها السجَّان الظالم هذه خواطري أُهديها إليك  ... تذكّر يامن قتلت النفس البريئة بإنك ستقف في محكمة يقضي فيها رب الأرض والسموات ، لن يحتاج فيها لشاهد يثبت جريمتك ، ولن يحميك من يقف اليوم خلفك ، أو أمرك بتنفيذ هذه الجريمة التي يندى لها جبين الإنسانية ، ولن تنفعك قوتك ، ولا منصبك ، ولا جاهك ، ولا نسبك ولا ما قبضته ثمنا لجريمتك ... تذكر بإنك ستقف أعزلا من هذا كله .

تذكر إن جريرتك هذه آثارها طويلة الأمد  ، ستلاحقك أزمانا عديدة ،  مادمت حياءً على قيد الحياة ؛  ستلاحقك في يقظتك ونومك دعوات امرآة ضعيفة قتلت زوجها ، ورمّلتها في غير آوانها وحلها ، وأطفالا قصرا القيت كاسبهم في قعر حفرة حالت بينهم وبينه إلى أن  تلتقوا جميعا عند جبار  السموات والأرض .

ستطاردك سحائب اللعنات والدعوات ، مابقيت حياءً ؛  كلما ذُكر من فارق الحياة تحت لهيب سوطك ، وكلما أشتدت نوائب الدهر ، وعوادي الأيام ، على من تركهم خلفه يقاسون ويلات العذاب .

تذكر إن السياسيين سيصطلحون ، وسيجلس إعداء اليوم غدا على طاولة واحدة ؛ يتبادلون القبلات والمجاملات ، ويتقاسمون المصالح ، وسيتركون لك وحدك ما جنته يداك ، لتقاسي وحدك وخز شوك الضمير ، عندما يصحو ضميرك من سكرته وغفلته ؛ إن وجد لك  ضميرا ، حجبته سحائب الظلم ، وطمسه رآن المعاصي ، واغرقته في  لجج الذنوب ، حتى فقد آدميته ، فتخلى طوعا عن إنسانيته ... تذكر سؤالا واحدا سيطاردك في حياتك وبعد موتك ، ويوم بعثك ، لماذا قتلته ؟ وسيسألك من أزهقت روحه باطلا  ، السؤال نفسه لماذا قتلتني ؟

مقالات الكاتب