عش متعة التسوق في مودية

في شهر رمضان وفي مودية بالتحديد، يعتبر التسوق فيها متعة، فأهلها طيبون، فلا تكاد الابتسامة تبرح وجوههم، ولنا يومياً فيها جولتان تسوقيتان، جولة نهارية مرهقة بعض الشيء، وأخرى ليلية رائعة وممتعة، فالعصر كانت لنا جولة، وفي المساء كانت الجولة الأخرى وهي الأروع والأفضل والأجمل، فأما في الأولى وبعد صلاة العصر ننطلق صوب السوق، الهدف جلب الخضار والسمك أو الدجاج، ففي هذا الشهر تحررنا من شراء الثلج (( البرد)) بعد تحسن الكهرباء، واتجهنا صوب فاكهة الصيف الحبحب (( البطبخ)) فكان وضاح تاجر الفاكهة هو المشهور في بيع الحبحب، فنأخذ منه بغيتنا، ثم نتوجه تجاه البيومي في أسفل السوق لشراء الفواكه أو حتى لمجرد أن نمتع أعيننا بمختلف الفواكه ذات الأسماء الجديدة علينا فعنده فاكهة تسمى كعب الغزال، وأسماء فواكه جديدة لم نسمع عنها من قبل ولم نتذوقها، فنكتفي بالنظر، ثم نتوجه صوب المقرحي والدحيل والشيابي لجلب الخضار، بعد ذلك نتوجه صوب سوق السمك لشراء الصيد (( السمك))، أو الهصيصي لشراء الدجاج الذي تشتهر بها مزرعة الهصيصي الشهيرة، ثم نعود منهكين ومتعبين ننتظر الأذان .
 
بعد جولة العصر لنا جولة رائعة في سوق مودية ولكن الهدف غير الهدف الذي كان بالعصر، فالهدف يختلف فمبتغانا في هذه الجولة شراء متطلبات العيد، وأول ما يذهب إليه المتسوق هو قشاش مول أو مودية مول أكبر المعارض في مودية، ثم تتوزع الجولة التسوقية بين محلات المدينة الكثيرة، فالنساء يقصدن مركز الصبايا والحضرمي، أشهر المحلات المتخصصة في بيع الملابس النسائية، وكذلك محل علي العرجاء، وفادي المتخصصان في العطور الراقية والبخور وغيرها من متطلبات النسوة.
 
التسوق في مودية خلال شهر رمضان له نكهته الخاصة ، ففي هذه الأيام الأخيرة تجلجل الأفراح والمسرات والترحيب بالعيد من محل دهول لبيع المقرمشات وحلويات العيد، فعندما تتجول في سوق مودية وخاصة في ليلها الرائع، وأمام محلاتها الراقية في عرض بضائعها الراقية تحس بالسعادة، فسوقها كأنه قطعة من سوق كريتر أو سوق الشيخ عثمان، فبضائع مودية تنافس مولات عدن في جودة البضاعة، ولكن مولات مودية تتفوق على مولات عدن في تخفيض الأسعار، فلقد أخذتني الأقدار إلى الوطن مول بعدن، فوجدت بنطلونات الأطفال بسبعة آلاف ريال، وهي في قشاش مول، ومعرض الجلاعي بأربعة آلاف ريال، فالتسوق في مودية متعة، وخاصة عندما تقضي حوائجك وتذهب إلى مقهاية أحمد ناصر وتأخذ لك واحد شاي معتبر تعدِّل به المزاج، ثم تنطلق لإكمال التسوق وتمر على معرض يوسف علوي، ومعرض زياد علوي ، ومعرض الشجرة ومعرض بن هارون فيتوه تفكيرك في الاختيار بين المعاوز الراقية وغيرها من المتطلبات الرجالية، فلا يفوتكم التسوق في مودية فالتسوق فيها متعة، فالبضائع راقية، والأسعار تكاد تكون مناسبة خاصة في ظل الغلاء الفاحش، ومقارنة بعدن وأسواقها، وأعود وأقول لكم التسوق في مودية غير .

مقالات الكاتب