أبناء قصيعر .. وعار السلطة المحلية بحضرموت

تقاذفتهم أمواج المحيط لأيام عدّة دون أن يلاقوا أية بادرة اهتمام من السلطة المحلية بمحافظة حضرموت، لم يذوقوا طعم العيد، ولم يحتفلوا بفرحته مع أهلهم  وذويهم، كانوا حينئذ سجناء أربعة جدران من مياه البحر الصاخبة التي لا تعرف الرحمة.

تلك كانت باختصار مأساة ثمانية شباب ـ أغلبهم طلاب علم ـ من شباب منطقة قصيعر، كانوا في طريق أوبتهم من محافظة سقطرى أواخر أيام الشهر الفضيل.

ناشد الأهالي السلطة المحلية بالمحافظة ودول التحالف لما تملكه من إمكانيات البحث لكن كانت صرختهم في واد ونفختهم في رماد، إلى أن لبى نداءهم محافظ المهرة فبعث برسالة مناشدة إلى سلطنة عمان الشقيقة وفي الأخير تمكن خفر السواحل العماني من العثور على القارب المفقود بالقرب من أحد الجزر العمانية التابعة لولاية الجازر التي تقع ضمن المحافظة الوسطى بسلطنة عمان يوم أمس الأول 21 من شهر يونيو 2018م.

وحتى لا نظلم أحداً فقد بذل الوكيل أول محافظة حضرموت رئيس حلف ومؤتمر حضرموت الجامع المقدم عمرو بن علي بن حبريش العليي جهوداً مشكورة في التواصل مع جهات الاختصاص وقيادة التحالف، وقد حظي برسائل الشكر من الفعاليات الاجتماعية في قصيعر.

وتبقى كلمة حق ينبغي أن تقال مستنكرة تجاهل السلطة المحلية بالمحافظة لهذه المأساة في بدايتها، وتطنيشهم اللا مبرر، وإلا كيف للدول أن تعامل مواطنيها ورعاياها، إن كان الأمر يؤخذ بهذه الطريقة؟

ماذا نقول في وصمة العار الذي لحق بها، وقد تناسوا أبنائهم وتعاموا عن النداءات في حين أنقذتهم دولة مجاورة، فصار الغريب  أولى من الحبيب القريب.

مقالات الكاتب