اتعبتنا كلمة قريباً

عند قيام اي مسؤول حكومي بزيارة تفقدية لاي مرفق او مؤسسة حكومية، نراه دوماً يسارع للتلفظ بكلمة مطاطة لا تتقيد بزمن معين.

كلمة سببت للمواطن المسكين اليأس والقنوط لكثرة ماسمعها من افواه المسؤولين.

كلمة لوجمعت ودونت في سجلات لغطت سماء الوطن من تكرارها الممل.

انها كلمة(قريباً).
قريباً سنوفر لكم الكهرباء.
قريباً سندخل الماء لكل منزل وعلى مدار الساعة.
قريباً سنعبد لكم الطريق.
قريباً سيتمكن المواطن من شراء كل مايحتاجه من السوق بإسعار رخيصة.
وقريباً سنقضي على الغلاء الفاحش والتلاعب بالاسعار.
قريباً سنقضي على البطالة وسنوفر للشباب فرص عمل.

قريباً جداً ستأكلون العنب من النوافذ .
وما على المواطن إلا الصبر لنتمكن من اسعاده.

هذه هي الكلمة التي لايستطيع المسؤول إلا التفوه بها عند كل زيارة.
اتعبتنا هذه الكلمة وسببت لنا اليأس وجعلتنا لانثق في مسؤولينا.

نقترح على الحكومة ان تبحث في القاموس العربي عن كلمة بديلة لتأمر المسؤولين بقولها عند قيامهم بالزيارات الميدانية.

فكلمة (قريباً) مللنا منها واصبحت غير صالحة للاستهلاك والمغالطة والضحك على الشعب.

استبدلوها بكلمة اخرى لعلها تجد لها قبول لدى المواطن.

ونتمنى ان لانفاجئ بالحكومة وهي تصرح بإنها ستعمل (قريباً) على تغيير كلمة(قريباً) وتستبدلها بكلمة اكثر تفائلاً.

ارحمونا من كلمة (قريباً) التي لاتحقق لنا شيئاً على الارض .
ارحمونا من كلمة(قريباً) التي لانعرف لها زمناً ولاوقتاً معيناً.

ارحمونا يرحمكم الله.
قبل ان ندعو عليكم ونقول:
نسأل الله ان يأخذكم (قريباً) وسيتبدلكم بآخرين.

مقالات الكاتب