مهزلة الامتحانات وغياب المصداقية

كلنا يعلم من أعلى هرم وزارة التربية والتعليم إلى أصغر موظف فيها، ومن أكبر كبير إلى أصغر صغير  إن ما تمر به الامتحانات الوزارية في الصفين التاسع والثالث ثانوي تمثل مهزلة بكل المقاييس،  وبكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فالغش عنوانها، وهات لي ابن أنثى يقول غير كلامي هذا، ربما تتغير طريقة الغش من مدرسة لأخرى أو بين مديرية وأخرى أو من محافظة إلى أخرى، ولكن الغش له حاجات غريبة وعجيبة، ستقول لي قد الكل يعرف طريقة الغش ألا وهي أن يأخذ الطالب برشومة ويتحايل على المراقب ويأخذ حاجته منها، وهكذا،  سأقول لك : لا هذه الطريقة التقليدية قد انتهت من زمان، أيام الطيبين الذين كانوا يغشون على استحياء.

  لقد تطور الغش في بلادي حتى وصل الحال بإدارة المدرسة أن تغلق  الصف التاسع والثالث الثانوي منذ بداية العام الدراسي منها توفير الحصص على المدرسين، ومنها تخفيف الزحمة، والمدرسة النموذجية ربما أغلقته في الفصل الثاني وربما عملت له خامسي طامسي، قدام الرأي هم  يدرسون وفي الحقيقة قده غش ولماذا تحضرون ؟!!!

  إن طرق الغش قد تطورت فالطالب ربما يكون تعبان ولا يستطبع البحث عن الإجابة فيكتبها له المراقب أو المستأجر على لوح الطبشور (( السبورة)) وهذه طريقة من طرق الغش، ولكنها تكاد تكون قديمة بالنسبة للطرق الأكثر تطوراً، فمن الطرق الحديثة للغش ألا وهي أن يعطي المراقب الطالب ورقة الأسئلة وعلى الطالب البحث عن الإجابة فإن وفقه الله في هذا اليوم وإلا لا بأس عليه إحضارها في اليوم الثاني، وهذه الطريقة يتعب فيها الطالب نوعاً ما، ولكن الطريقة الحديثة التي لا يتعب فيها الطالب هي استئجار نائحة أقصد البديل ليدخل بدلاً عن الطالب ويمتحن بدلاً عنه، وعندما يأتي المراقب ليكشف عن أرقام الجلوس، فيقول البديل أنا فلان، فيقول له المراقب ولكن هذه ليست صورتك اطلع خارج قاعة الامتحان حتى نتأكد، فيقول القطع الغيار، أقصد البديل أنا بدلاً عنه، فينتفض المراقب ويقول له خلاص اجلس ولا تكذب، قل لنا من البداية أنك بديل  وما فيش داعي للكذب.

  والله إنها مهزلة تمر بها العملية التعليمية، فالطالب يدرس إلى الصف الثامن وسنة راحة، ثم ينتقل إلى الثانوية ويدرس إلى الثاني ثانوي وثالث راحة، وعادهم زادوا سنة راحة بعد الثانوية وجاءنا الطالب إلى الجامعة مستريحاً على الآخر ، أي أنه شبه أمي إن لم يكن أمياً خالصاً .

  لهذا فإنني أرى أن تعالج وزارة التربية والتعلبم هذه الفاجعة، وتجعل الامتحانات للتاسع والثالث ثانوي امتحانات داخلية شأنها شأن أية سنة دراسية، وعند دخول الجامعة يخضع الطالب لسنة تحضيرية من خلالها يتم اختيار الطلاب المتقدمين للدراسة في الجامعة، وبهذا نكون قد قضينا على التسيب الحاصل في الصف التاسع والثالث ثانوي، وبنينا جيلاً يستحق أن يكون على مدرجات الجامعة، فهل أنتم معي؟

مقالات الكاتب