دقائق مع الاديب محمد صايل مقط ..

كعادتي خرجت من منزلي الساعة التاسعة صباحاً متوجهاً الى السوق في مشوار يومي كل صباح لإحضار متطلبات المنزل من خضروات وسمك وبعض (الفواكه) ان كانت ميزانية البيت تسمح بذلك...

اما بالنسبة (للحم) فقد اصبح ينافس العملات الصعبة ولم نتمكن من شراؤه إلا في النادر ....!!

دخلت سوق مودية الذي يزدحم بالمتسوقين الذين يأتون من مختلف مناطق وقرى مديرية مودية ووصلت لمكتبة(الداحمة) الوحيدة في مودية والذي يرجع تأسيسها الى الثمانينات على يد مؤسسهاومالكها الاستاذ محمدصالح الداحمة وذلك لشراء صحيفة عدن الغد اليومية التي اعتدت على شرائها كل صباح....

وعندما هممت بالخروج من المكتبة فإذا بالاستاذ والاديب محمدصايل مقط يقود سيارته الخاصة بالقرب مني ليدعوني للركوب معه..

توجهت بصحبة اخي محمد الى احد مطاعم مودية الشعبية لنحتسي كأسي شاهي ..
(طبعاً على حساب استاذي محمدصايل مقط) ...!

بعد جلوسنا في المطعم طلب مقط من المباشر احضار كأسين شاهي ملبن....
تدخلت وعدلت الطلب من كأسين ملبن الى كأس ملبن والاخر (عصملي)..
كون الشاهي(الملبن) لايناسبني....!

ونحن نشرب الشاهي حدثني استاذي عن وضع البلد السياسي والاقتصادي والامني...
وشعرت من خلال حديث الاستاذ مقط عن احوال البلد بإنه يحمل هم بلده ورأيت من خلال ملامح وجهه عند الحديث عن هموم البلد ومعاناة المواطنين بإن الألم يعتصر قلبه مما يشاهده على ارض الواقع من الغلاء الفاحش للاسعار ومن تردي الخدمات والاضطرابات الامنية والسياسية وغيرها...!!
يحدثني عن اوجاع الوطن ولسان حاله يقول:
(وطني وإن ألم بك الأسى...قامت بقلبي سائر الآلام)

حدثني عن شخص فخامة الرئيس عبدربه منصورهادي وكيف استطاع ذلك القائد الصابر ان يدير بلداً مضطرباً تتقاذفه الاهوال والحروب والمؤامرات من كل جانب..!!

في هذه الاثناء توقف الاستاذ محمد عن الحديث ليطلب كأسين آخرين من الشاهي لنواصل ماتبقى من حديثنا فاعتذرت له لأكتفي بكأس الشاهي العصملي...!

تنهد بعدها الاستاذ محمد صاحب الاحساس المرهف ليواصل حديثه ليحدثني عن معالي وزير الداخلية المهندس احمد الميسري وكيف تمكن في فترة قصيرة من إعادة الامور الى الوضع الامني والذي وصفه بالمعقول وشبه المستقر رغم العراقيل التي وضعت في طريق الوزير الشاب الذي بذل جهوداً غير عادية لتهدئة الاوضاع في عدن...!

ثم عرج بنا استاذي الفاضل للحديث عن الخدمات التي تمس حياة المواطنين كالكهرباء والمياة والصحة ومياه الصرف الصحي وغيرها..

وكم نحن بحاجة كما قال الاستاذ مقط لمثل هذه الخدمات الضرورية..
واردف قائلاً:
لكي تستقيم الاوضاع في مرافقنا الخدمية لابد من تعاون المواطنين مع السلطات المحلية لإنعاش تلك المرافق الخدمية لتتمكن من تقديم خدماتها للمواطنين...!!

هنا تدخلت واستأذنته لاسأله كيف يستطيع المواطن التعاون مع السلطات وماذا يملك ليقدمه للسلطات وهو لايستطيع توفير لقمة العيش لاولاده إلا بشق الانفس..؟؟

اجابني استاذي الفاضل مقط:

تعاون المواطن مع السلطات الذي اقصده بالالتزام بالقيام بواجباتهم من خلال تسديد فواتير الكهرباء ورمي القمامة في اماكنها المخصصة..والتزام الموظفين بالدوام الرسمي في مرافقهم ،
وغيرذلك ممايستطيع المواطن تقديمه حسب الاستطاعة...!

تدخلت مرة اخرى لاطلب من استاذي محمد ان يخرجنا من جو السياسة والحروب وتردي الخدمات وغلاء الاسعار ليبحر بنا من خلال هذه الجلسة الممتعة (رغم حرارة الجو المرتفعة) في بحر الادب والشعر الغزلي....
فالاستاذ محمد له كتابات في الادب والشعر وكتابة القصص..
ولديه اسلوب شيق وممتع في الكتابة في ذلك المجال...

فتوقف هنا واعتذر عن مواصلة الحديث ووعدني بجلسة خاصة لنكمل ماتبقى من حديث عن الشعر والادب والقصص والغرام..!

شكرته وودعته على امل اللقاء به في جلسة قادمة..!

محمدصايل مقط عند جلوسك معه لاتمل له حديث ولاتسأم من حكاياته وطرفاته وقصصه الممتعة..!

اسأل الله ان يمتعه بدوام الصحة والعافية.


✍منصورالعلهي
2018/7/8م

مقالات الكاتب