ظاهرة حمل السلاح في عدن

يقول المولى عزّ وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تقاته  وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ). ويقول تبارك وتعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾.
 
لقد حذرت الشريعة عبر مجموعةٍ من النصوص الصحيحة الصريحة من مخاطر حمل السلاح، والعبث به دون حاجةٍ حتى ولو على سبيل المزاح. فكيف بمن يصيب ويقتل به الأبرياء؟ 
 
ومن هذه النصوص حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لا يشير أحدكم على أخيه بالسلاح فإنه لا يدري لعلَّ الشيطان ينزع في يده فيقع في حفرةٍ من النار»، وقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا مرَّ أحدكم في مسجدنا، أو في سوقنا، ومعه نبلٌ (أي: سهمٌ) فليمسك على نصالها، أو قال: فليقبض بكفه؛ أن يصيب أحدًا من المسلمين منها بشيء».
 
 ان هذا الحديث و أحاديثٍ عديدة، تنهى وتحذر وتشدد على من حمل السلاح من سيفٍ وخنجرٍ وسكينٍ ونحوه، أو تعاطاه دون أن يغمده، بل وتنهى عن إشارته بمجرد الحديدة حتى لو لم تكن سلاحًا، بل لو لم يكن الإنسان جادًا حتى لو كانت الإشارة على أخيه من أمه وأبيه فكيف بمن يشير، ويحمل سلاحًا رشاشًا؟ وكيف بمن يتعمد إطلاق النار من تلك الأسلحة في مجامع الناس، وفي مناسباتهم؟! أليس النهي في حقه أشد، والوعيد في حقه أعظم، والجرم أكبر، والخطر أكثر؟؟!! أليس يصيب السلاح في لحظاتٍ ما يصيبه السيف ونحوه في ساعات بل أيامٍ؟!
 
وعبر هذا المنشور نوجه رسائل إلى كل من:
الرسالة الاولى: 
الى كل المسئولون من قيادات البلد بمختلف انتمائتهم  ولرجال الأمن بالتحديد: (إنّ عليكم مسئوليّةً كبرى تجاه هذا الأمر، ولنذكركم بقول الخليفة عثمان رضي الله عنه:  «إنَّ اللهَ لَيَزَعُ بالسُّلطانِ مَا لا يَزَعُ بالقُرْآنِ». فاتّقوا الله وقوموا بواجبكم اتجاه من يحمل السلاح، ويستعمله الاستعمال الخاطئ فقد حمّلكم الشعب الصاير هذه المهمّة، وأصدرت لكم من الأنظمة ما يمنع هذه المخالفات، فاتّقوا الله وقوموا بما تحمّلتم وطبّقوا الأنظمة والقرارات).
 
الرسالة الثانية: 
الى كل اولياء الامور، أيها الأب وأيها الولي: (اعلم أنك مسئولٌ عما يحدث، وتتحمل جزءًا من الإثم بل ربما يكون الإثم عليك أعظم؛ لأنك الذي مكنت ابنك، أو من تحت يدك من هذا السلاح فكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ).
 
الرسالة الثالثة:
الى كل الشباب الذين يحملون السلاح: (اتقوا الله في انفسكم أولًا ثم في إخوانك المسلمين ثانيًا فقد أروعتهم بحملكم للسلاح، وقد أزعجتهم بأصواته وبما ينتج عن إطلاق الرصاص. فكم من رصاصةٍ طائشة وقعت على غافلٍ بعد أن بردت، وعادت إلى الأرض، ونقل من وقعت عليه إلى المستشفيات فأصابه الألم أو الموت، وأنت غافلٌ ما تدري بماذا تسببت؟ فاعلموا أنكم محاسبًون عند الله يوم تلقاه، واعلموا قول نبينا -صلى الله عليه وسلم- : «أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء»).
 
الرسالة الرابعة:
الى المجتمع العدني والجنوبي بصفة عامة: (إن لحمل السلاح وانتشاره بين أيادي السفهاء والمجرمين والعابثين عواقب وخيمة، وآثارٍ جسيمة فهو مخالفةٌ لأمر الله، وأمر رسوله -صلى الله عليه وسلم- كما أن فيه نوع إرهابٍ للناس، وترويعٌ للآمنين، وإيذاءٌ للمؤمنين وهذا مما حرَّمه الله -جلَّ وعلا-، كما أنه يحصل منه كوارث وإصاباتٍ، وقتلٍ وجراحات، كما يعتبر تبذيرًا وإسرافًا في إنفاق المال في غير موضعه. فثمن طلقةٍ واحده كفيلةٍ بإطعام فقيرٍ أو مسكين خاصةً أننا في زمنٍ قد توقدت فتنه، واشتعلت حربه. وكم من فقيرٍ وجريحٍ، ويتيمٍ وثكلا في كثيرٍ من البلاد هم بأمس الحاجة لتلك الأموال التي تطلق في الهواء).
 
. نسأل الله أن يصلح أحوالنا، وأن يهدي شبابنا، وأن يحقن دماءنا وأنا يحفظ أموالنا وأعراضنا.