”الوطن” في عين الإعصار!

ليلة أول أمس، منعت الشرطة، فريق الوطن من الدخول إلى المقر الجديد الكائن برويسو، وطوقته ليلا، والأسباب؟

 

تعليمات! يقول عناصر الشرطة الذين جاءوا في محاولة لي ذراع بين السلطة والصحيفة الأولى الناطقة بالفرنسية.

 

نتفهم منع بيع مجمع الخبر إلى رجل الأعمال يسعد ربراب، في إطار صراع الأجنحة على السلطة، لكن لم يصل الأمر إلى محاولة منع الصحيفة من الصدور في عز أزمة هذا الصراع، لكن منع فريق الوطن من دخول المقر الجديد وحجز وسائل العمل بداخله، مع منع إخراجها من هناك والعودة إلى دار الصحافة، فهذا معناه محاولة منع الصحيفة من الصدور، وضربها في العمق.

 

والسبب ”عدم مطابقة” المقر مع رخصة البناء. من الجيد أن تسهر الدولة على النسيج العمراني وتفرض احترام القانون، لكن هل انتبه من أعطى أمر لمنع دخول صحفيي الوطن إلى مقرهم، الجريمة التي ذبحت النسيج العمراني في الجزائر؟ هل مر من أصدر هذا الأمر على الطريق السيار بجهة بئر خادم، هل شاهد العمارات الشاهقة قيد البناء والمتلاصقة؟ أنا شخصيا أشعر بضيق في التنفس كلما مررت من هناك، وكلما مررت من هناك أتساءل، أين الشرطة العمرانية، وأين الدولة من هذه الجريمة العمرانية في قلب العاصمة؟ هذا على سبيل المثال، والأمثلة كثيرة، فالعاصمة تحولت إلى حي فوضوي كبير، تفتقر لأدنى الشروط الصحية، وفي أحياء كثيرة حديثة الإنشاء، استولى الناس على الأرصفة وأجزاء من الطرقات، فصار من الصعب في حالة حريق أو مكروه ما، على سيارة إسعاف أو سيارة مطافئ الدخول إلى هذه الأحياء التي لا يحترم أصحابها الشروط المنصوصة في رخصة البناء.

 

ثم ما داموا منعوهم من الدخول ”لعدم المطابقة” مثلما تقدم، لماذا يمنعوهم من استرجاع وسائل العمل، والتجهيزات اللازمة لإخراج الجريدة، وعمل الصحفيين؟ أليس هذا ما كان هدف من ”أعطوا” الأوامر إلى الشرطة؟

 

ليتصارع ”ثيران” السياسة كيفما شاءوا، فهذا ليس بجديد علينا، وليتقاتلوا لكن لن يكون هذا على حساب مصير صحف في حجم الوطن، أو أية صحيفة أخرى، جريمتها الوحيدة أنها حاربت الإرهاب، وقاومت محاولات وأد الجمهورية، ودافعت عن حق الشعب في إعلام حر، وفضحت الفساد المستشري، وكانت منبرا لكل من منع من منابر إعلامية، ودافعت بشراسة على الصحف وعلى الصحفيين، فلم يحدث أن تعرض صحفي أو صحيفة إلى ظلم ولم يجد له سندا في صفحات الوطن.

 

مؤلم كل هذا ومضيعة للوقت وهدرا لجهود أصحاب المهنة الذين بعد أن كافحوا الإرهاب ودفعوا الثمن غاليا، هم اليوم يواجهون محاولات تكميم وخنق والخسارة ستكون فادحة لنا جميعا!

 

مقالات الكاتب