اسرة الفقيد الميسري تستقبل واجب العزاء بعدن
استقبل محمد الميسري، رئيس قسم المشتريات بديوان وزارة العدل، اليوم واجب العزاء في وفاة والده نائب مدي...
يزداد الوضع تعقيدا مع تطور الإحداث وتسارع مساراتها. وفي ظل غياب استراتيجية جنوبية واضحة للتعاطي مع هذه الاحداث والتطورات وعجز قوى الحراك السلمي وقوى المعارضة السياسية والاجتماعية الجنوبية إجمالا,أكان على مستوى الداخل أو الخارج على مختلف توجهاتها,من إيجاد صيغة موحدة يمكن البناء عليها لوضع رؤية سياسية, وبرنامج عمل متفق عليه, يعبر عن هدف وموقف وآلية فعل جنوبية ملموسة,تسهم في تعزيز وحدة الصف, وتعبر عن أمال وأحلام وتطلعات كل شرائح وفئات المجتمع الجنوبي. وذلك بما لا ينتقص أو يفرط مما حققه شعبنا العظيم الصابر المجاهد, بدماء وتضحيات شهدائه وجرحاه,من منجزات ومكاسب, وفي طليعته الحراك السلمي المبارك,صاحب قصب السبق,الرائد والملهم لكل ثورات الربيع العربي من تونس إلى مصر وليبيا واليمن.
إننا اليوم إمام لحظة تاريخية فارقة ومفصلية, من حياتنا ومستقبلنا, نكون فيها أو لا نكون. لا مجال فيها للمراوحة أو المساومة أو التخاذل. ومثلما هو الجنوب وطن كل الجنوبيين المؤمنين بقضيته, فإن الدفاع عنه وحماية مصالحه وثرواته وحقوق وكرامة أبنائه, هي مسؤولية مشتركة لكل أبناء الجنوب لا يستثنى أو يعفى منها احد, أي كان موقعة ومركزة أو مكانته, على قاعدة الشراكة المتساوية في الانتماء للجنوب أرضا وهوية وتاريخ وقدر ومصير ومسؤولية. وعلى قاعدة التسامح والتصالح,باعتبارها قيمة أخلاقية وإنسانية سامية, تعبر عن وعي وإدراك كل أبناء الجنوب, ورغبتهم في تجاوز صراعات وملفات ماضيهم, وقدرتهم على إدارة وحل مشاكلهم وخلافاتهم غير المبررة, وعلى قاعدة القبول بالأخر وبحق التفكير والتنوع والاختلاف في الرأي والتعبير. بما يحترم إرادة شعب الجنوب, وحقه الكامل في استعادة دولته وسيادته الكاملة غير المنقوصة على كامل ترابه وقراره , باعتبار هذا حق مشروع تكفله كل القوانين والمواثيق والأعراف الإنسانية الدولية وتؤكده جميع الرسالات والأديان السماوية والوضعية.
ومن المهم أن ندرك جميعا, أننا أمام خيارين لا ثالث لهما. فأما أن ننتصر لعدالة قضيتنا و نكسب ثقة أهلنا ومواطنينا, ونحوز برضي واعتراف شعبنا , وبالتالي احترام العالم من حولنا . وأما العكس نعزز من عجزنا وعدم قدرتنا على إدارة وتجاوز خلافاتنا وتوحيد صفوفنا, بما يعمق من مخاوف شعبنا ومن مخاوف وقلق المجتمع الدولي.
من هنا فأن الواجب يحتم على الجميع وفي المقدمة القيادات والرموز الزعامات الجنوبية الارتقاء الى مستوى المسؤولية التاريخية، الذي ينتظرها شعبنا وتغليب المصلحة العامة للجنوب, على ما دونها من المصالح الشخصية للإفراد أو الزعامات وغيرها من الانتماءات الحزبية أو الفكرية أو الجهوية.