بغداد ونيس.. حداد في يوم عيد!

هكذا كانت الكرادة ببغداد عشية العيد أيضا، نفس الرعب ونفس سيول الدم، وجثث القتلى لأطفال ونساء وشباب كانوا يستعدون للاحتفال بالعيد، تماما مثل ضحايا نيس ليلة أول أمس، من الشباب والأطفال والنساء جاءوا يحتفلون بعيد بلدهم، في ذكرى تحرير الباستيل!

 

لا تبحثوا عن جنسية الجناة، ولا تقول الإرهاب لا دين له، بل يحمل كل الجنسيات وله الديانة التي يوقع بها جريمته، ديانته الإسلام، وديانته الصهيونية، فلا فرق أن يضرب الإرهاب في الرقة أو بغداد أو في غزة، أو في نيس واسطمبول، ولنتوقف عن التبريرات، وأمن باريس وبروكسل ونيس، من أمن بيروت وطرابلس وبغداد وحلب وتوقفوا حالا عن التفريق بين ضحاياه، فأوجاع بغداد والموصل وحلب، هي نفسها أوجاع اسطمبول وباريس ونيس وبروكسل، مثلما هي نفس أوجاع الجزائريين سنوات التسعينيات وما بعدها.

 

توقفوا عن البحث عن التبريرات لهذه الجرائم ضد الإنسانية، فشعوب الشرق الأوسط التي تآمرتم على إبادتها، تتوق للحرية وتحب الحياة، تماما مثل ضحايا نيس في هذه الجريمة البشعة. فليست هناك شعوب تستحق القتل وبلدان تستحق التخريب، وأخرى تستحق أن تنعم بالحياة والسلام!

 

لم تخف داعش ولا قبلها القاعدة، ولا الجيا أو الهجرة والتكفير في الجزائر مشروعها الإجرامي، ودعاة الدولة الإسلامية، يرددون مع كل صلاة وبمكبرات الصوت، ما يعدوه لباريس ولندن ونيويورك وغيرها من عواصم الغرب وعواصم الشرق من غزوات ومن ضرب للأعناق وسبي للنساء وحرق وتدمير حتى يعم ما يسمونه ”الإسلام” في كل المعمورة مثلما أمرهم ”الله”، بينما يقف العالم الذي يدعي بأنه حر، ويحتكر الحرية لشعوبه وحدها، موقف المنافق مما يحدث يوميا، يلوذ بالصمت إزاء الجرائم التي تهز العراق وسوريا وتونس وقبلها الجزائر، ويقف مشدوها يدين الاعتداء لما يستهدف شعوبهم وبلدانهم، ويسارع لتحديد هوية الجاني متهما الآخر غير الأوربي في تصفية إثنية، وكأن المجرم هو دائما العربي، حتى ولو كان فرنسيا ولد ونشأ في المنظومة التربوية الفرنسية من أب فرنسي مثل الإرهابي الذي قاد شاحنة نيس، إذ وجدوا له ”عروقا” تونسية. فهتلر أوربي ومع ذلك فاق جرمه جرائم داعش!

 

لا ندري على من الدور المقبل، وإن كان لبغداد والرقة وحلب وغيرها من مدن العراق وسوريا، كل يوم نصيبها من الحقد والجريمة، ولن تتوقف هذه المصائب التي يدعي الغرب أنه يحاربها وشكل تحالف لقتال داعش، ما لم يتم تعاون جاد وحقيقي بين كل البلدان، فليس هناك بلدان في مأمن من الإرهاب، تعاون لا يكيل بمكيالين، ولا يقول مثلما قال أوباما أن التحالف ليس لديه نية القضاء على داعش وإنما فقط الحد من قوتها، قبل أن يتبين لاحقا أنه أحد مدعميها، لينشرها مانوال فالز، رئيس الحكومة الفرنسية المتواجد بنيس، صورا لضحايا المجزرة على صفحته على التويتر؟

 

وللذين يتسترون وراء عبارة ”الإسلاموفوبيا” ويلومون هولاند على إدانته الإرهاب الإسلامي، توقفوا عن النفاق، فالإسلام صار من سنوات مرادفا للإرهاب يوقع جرائمه باسم ابن تيمية، وبآيات قرآنية تدعو للجهاد وضرب الأعناق وسبي النساء حتى يعم الإسلام!

 

توقفوا عن القول، لتذق فرنسا ثمار ما زرعته في ليبيا، توقفوا عن التشفي في مقتل أبرياء. ولنقف موقفا واحدا من كل ما يحدث!

مقالات الكاتب