هكذا كان الرد الإفريقي!

وجاء رد بيان رئاسة الاتحاد الإفريقي واضحا، وغير قابل للتأويل، فليس لأي بلد الحق في طرد عضو مؤسس للاتحاد الإفريقي، الجمهورية الصحراوية، وعلى المغرب أن يلتزم بأداب والنصوص المؤسسة للاتحاد إذا كان يرغب حقا في أن يكون عضوا منه، وهذا من حقه، لكن دون شوشرة وجعجعة من غير طحين.

 

لم يصدر بعد ردا من المغرب على هذا الدرس التأديبي، لكن لا أشك أن الصفعة بلغ صداها أذان أصدقاؤه وأهله في مجلس تعاون دول الخليج، الذين سبق واتخذوا مواقف من القضية الصحراوية، إذ اعتبروها دائما قضية تخص المجلس، مثلما أكده البيان الختامي لاجتماع الرياض، وأنها أرض مغربية، ضاربين بعرض الحائط قرارات الأمم المتحدة وتصنيفها للقضية، كتصفية للاستعمار، وليكن المغرب إن شاء عضوا في مجلس تعاون الأمراء والمماليك، فالاتحاد الإفريقي الذي حاول الملك دخوله وفض صفوف أحراره ووضعه تحت خدمة ملوك الخليج لن يطرد الجمهورية الصحراوية، وعليه مراجعة ما جاء في رسالته التي تضمنت بعضا من الشتائم لدوله.

 

فماذا سيكون موقف مزوار الذي هدد أنه سيطرد ”البوليزاريو” من الاتحاد قبل نهاية السنة؟ فهل ديبلوماسية الصمت التي انتهجتها الجزائر أتت بفائدتها، أمام جعجعة الرحا المغربية، ولم تكن رسالة الـ28 دولة التي قال الإعلام المغربي أنها راسلت رئيس الاتحاد من أجل طرد الجمهورية الصحراوية إلا كذبة ديبلوماسية، كانت موجهة إلى الأصدقاء بالخليج الذين ما زالوا يبحثون عن فرص استثمار وانتشار في إفريقيا عن طريق عضوية الصديق المغربي.

 

ألم يتساءلوا من سنوات، خلال القمة الاقتصادية العربية الإفريقية المنعقدة في الكويت نوفمبر 2013، لماذا تصد بلدان إفريقيا أبوابها أمام الاستثمار العربي، وتفضل عليه الأوربي؟ فالذي يريد الدخول إلى إفريقيا لابد عليه احترام قضايا شعوبها التواقة إلى الحرية، فقد عانت إفريقيا قرونا من الاستعباد العربي الذي جعل من أبنائها عبيدا باعهم ملوكها وأمراؤها في أسواق النخاسة. والقضية الصحراوية هي قضية شعب يناضل من أجل استقلاله ضد المغرب المستعمر.

 

ثم لماذا لا يشترط الاتحاد الإفريقي على كل من يريد العضوية، ألا تكون له ميولات استعمارية وعدوانية ضد جيرانه، فوحده هذا يحمي حق الشعب الصحراوي وحكومته في الانتماء إلى هذا الفضاء الإفريقي، ويحمي الاتحاد من محاولات الاختراق غير المباشرة لمجلس تعاون الخليج وكذا إسرائيل التي تريد أن تكون عضوا ملاحظا فيه عن طريق العمالة المغربية!

مقالات الكاتب