اسرة الفقيد الميسري تستقبل واجب العزاء بعدن
استقبل محمد الميسري، رئيس قسم المشتريات بديوان وزارة العدل، اليوم واجب العزاء في وفاة والده نائب مدي...
التقيته في منتدى الإعلام العربي بدبي، سنة 2010، بعد مداخلة ألقاها حول أهمية التعليم في نهوض الأمم، وشرح من خلالها مشروع الجامعة التي يرى أنها الطريقة المثلى لإخراج البلدان المتخلفة مما تعانيه في مجال البحث العلمي والرقي.
وبعد ملاسنتي مع الإعلامي المصري ”عمرو أديب” وتذكيره بما كان يكيله للجزائر والجزائريين من إهانة، الملاسنة التي أثارت ردة فعل عنيفة وسط القاعة، جاءني مدير أعماله آنذاك، الزميل أحمد المسلماني، رفقة الإعلامي أيمن الصياد، وقال لي ”الدكتور الزويل عاوزك”، فرافقته إلى الصالة التي كان يجلس فيها الزويل رفقة كوكبة من الإعلاميين والكتاب من بينهم سكينة فؤاد وخديجة بن ڤنة وزوجها عبد اللطيف السعودي، رفقة ليلى الشيخلي وزوجها وآخرون.
وفور اقترابي من مجلسه، نهض لاستقبالي وابتسامة عريضة على محياه، انحنى وقبلني وفعل مثله أيمن الصياد، الذي قبلني هو الآخر على رأسي، وقال الزويل محاولا تهدئة الوضع: ”هذه -ويعني القبلة- تحية مني إلى الجزائر وشعبها، وها أنا أحملك رسالة اعتذار للشعب الجزائري على كل ما حصل من تجاوزات من بعض الإعلاميين”.
وكان الوضع وقتها حربا إعلامية بين الجزائر ومصر بسبب الأحداث الكروية اللعينة، وأضاف: ”أحملك المسؤولية، أنقلي كلامي إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وأنا مستعد للمجيء إلى الجزائر إذا وجه إلي دعوة وتقديم محاضرات في جامعاتها، اعتذارا عن كل ما حصل”، ثم أهداني كتابه ”رحلة عبر الزمن.. الطريق إلى نوبل” مرفقا بتوقيع جميل.
ودار حديث طويل وغني بيننا، تكلم مجددا عن أوضاع البحث العلمي المزرية في المنطقة العربية، تحدث عن أسرته وزوجته السورية وعن الوضع السياسي في بلداننا، وكان الحديث شيقا، وانتهت الجلسة بوعد مني أنني سأوصل كلامه إلى الرئيس عبر مقالي اليومي، لأنه ليس لدي طريقة أخرى للوصول إليه.
وها هو الزويل يرحل عن عالمنا، ويهزني خبر وفاته، ليس لأنه لم تقدم إليه دعوة رسمية للحضور إلى الجزائر، مثلما وعد وتقديم محاضراته القيمة عبر جامعاتها، بل لأنه لم يحقق أكبر حلم له لينفع به العرب، وهو إقامة مشروعه الجامعي الذي جال به على الرؤساء والأمراء العرب، لكنه لم يلق القبول.
صحيح أنه حقق إنجازا غير مسبوق عربيا بافتكاكه الجائزة التي كانت دائما حكرا على علماء الغرب، نوبل، وتربع على عرش تقنية الفيمتو أزيد من 40 عاما. لكنه بقي مثل أي عالم عربي آخر محروما من أن يعيش فرحة استفادة وطنه مصر أو أي بلد عربي من علومه. فهو وضع أصبعه على الداء الذي ينخرنا، إصلاح التعليم ووضع نموذج عصري للمدرسة والجامعة وحده الكفيل بتحقيق النهوض والتنمية. لكن بقي كلامه كمن يصرخ في الصحراء، ويعود إليه صدى صوته لا غير.
وها أنا أرى البعض يلومه عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن علومه وإنجازاته لم تستفد منها سوى إسرائيل؟! إلى رحمة الله وجناته!