عن زيارتي إلى الولايات المتحدة الأمريكية

خلال زيارة قمت بها إلى الولايات المتحدة كان من الطبيعي أن أتعامل مع عدد الدوائر الحكومية والشركات الخاصة واللافت انها جميعا تحرص على أن يكون الزبون راضيا تماما عن الخدمة التي تم تقديمها له ناهيك عن كون الدوائر الحكومية تعامل المراجع على انه زبون ولذا فأن رضاه عن الخدمة المقدمة له بدأ من الابتسامة العريضة التي يستقبلك بها الموظف مرورا بسعيه لانجاز معاملتك بشكل دقيق وسريع انتهاء بتشاوره مع مديره لإيجاد حلول في حال كانت معاملتك بها أي إشكالات أو عراقيل هي أمر غير قابل للمساومة وبعد انتهاء الزيارة سيصلك حتما استبيان جودة لمعرفة مدى رضاك عن الخدمة المقدمة والويل للموظف الذي ترد بحقه شكاوى من المراجعين .


اما القطاع الخاص فحدث ولا حرج فالاستقبال كأنك من أقدم الأصدقاء وإذا اشتريت أي سلعة فأن لك أن ترجعها في أي وقت خلال 30 يوما إذا لم تعجبك حتى لو كانت سيارة أو جهاز الكتروني غالي الثمن مثل موبايل أو كمبيوتر والدقة في المواعيد فإذا تم إبلاغك بان التسليم سيكون الساعة العاشرة فتوقع وصوله في العاشرة تماما أو مكالمة هاتفية يعتذر فيها عامل التوصيل عن التأخير لسبب ما مع ذكر الوقت الجديد ولا يزرعك كالشجرة عندنا تنظره بالساعات حتى يشرف فخامته .


وإذا أثبتت لأي متجر أن هناك محل أخر يبيع نفس السلعة بسعر ارخص فسيقوم فورا بإنقاص السعر وبيعها لك بالسعر الذي وجدته .


الهدف من هذا الكلام ليس الدعاية والترويج لأمريكا ولكن نقطة هامة هي أن جميع الموظفين الذين ذكرتهم هم من دولنا هم عرب وهنود وإيرانيين وأسيويين وأفارقة وغيرهم ولكن النظام الصحيح في الإدارة يحولهم إلى موظفين ممتازين بينما نفس الأشخاص في دولهم هم عبارة عن موظفين كسولين لا ينجزون عشر العمل الذي ينجزونه في أمريكا .


الموظف في أمريكا لا يحق له استعمال الهاتف النقال ولا تصفح الجرائد على الانترنت ولا الأكل والشرب على طاولته ولا يحق له إعطاء أي شخص معاملة خاصة بناء على عرقه أو دينه أو جنسه وطبعا ليس هناك فلان يسلم عليك والواسطة بأنواعها ولا يحق له أن يعبس في وجهك وكأنك قاتل أبوه ولا يذلك كأنك تطلب منه حسنة أو صدقة وبالتالي إذا معاملتك قانونية تنجز غصبا عن عين أي مؤسسة اما إذا كانت غير مستوفية الشروط فلن يقدر الرئيس اوباما شخصيا أن يمررها لك .


أن تطور أي مجتمع رهن بتطور النظام الإداري فيه ومالم نتمكن من احداث نقلة نوعية في منظومة الإدارة العربية وتحديدا العامل البشري من تدريب وتأهيل ورقابة فأن حلم اللحاق بركب الدول المتقدمة سيكون مجرد سراب لا أكثر ولا اقل 

مقالات الكاتب