هذا المساء
سأكون( حضرميا) بإتقان
وسأبوح للبحر بكل قصص العشق والإنسانية ،وسأمنحه
قلبي كي تنتظم أمواجه وتمتد بسحر ورهافة حس .
هذا المساء سأكون (حضرميا) بامتياز
وأبوح للشجر عن ما ينويه الحطَّاب ،الذي
يتوسَّد الآن فأسه بانتظار الصباح .
هذا المساء سأكون (حضرميا ) بكثافة
وأحدث الرصيف
عن اجتماع طارئ الآن تعقده أكياس البلاستيك النافقة ،وكيف تخطط الآن لدس أظافرها في قلب المدينة المكثفة بالحب والصفاء.
هذا المساء سأكون (حضرميا) بشكل حصري ،وسأحدث الأطفال كيف يرتدون البراءة والصدق ،وكيف يقفون بشموخ أمام الرياح حين تهب محملة بوجع الإنسان
كي لا تغرسه في صدورهم خلسة،وهم يلعبون في الشارع
وكيف يغدو الطفل
راشدا بجسده الصغير.
هذا المساء سأكون (حضرميا )بسخاء
وسأردم ثغور البكاء المنبثقة في وجوه الحزانى ،لأوقف تسرب الملح
المقوُّض لانفراج الشفاه ،واندياح
الغمام البيضاء منها ،لتبل اليباس الذي يحيط بإحكام على الجفون .
هذا المساء سأكون حضرميا بوجع
كي أتعلم الصمت
حين تجتاح الثرثرة
حناجر الوقت ،وتضج بمسامع الفضاء.
هذا المساء سأكون (حضرميا ) حد الرزانة
وسأجيد الحب بإتقان
وقبل ذلك ،عليا أن أكنس نتوءات تخلفها اللحظة المحملة بالغبار على عتبات الشارع المطل على أرائك الحب ،وأغرس الورد بمحاذاة كل نافذة ،ثم أضع جسرا ينفذ من خلاله النسيم ليداعب العبق ويوزعه على الشبابيك المطلَّة .
هذا المساء سأكون حضرميا بثقة
وقبل أن أنام ،سأحاول قص نتوءات شخصت على وسادتي
وأحذرها أن تحاول الهدوء ،ولاتنتفخ كبالون ،حتى لا يترهل الحلم
فيتلاشئ قبل قدوم الفجر .
بدر العرابي.
المكلا نوفمبر 2017م.