نظام للتعلّم الآلي باستطاعته قراءة تخطيط الدماغ الكهربائي وكشف العادات

تحليل الأفكار

قد يكمن مستقبل تكنولوجيا تحديد الهوية في الواقع في تخطيط الموجات الدماغية. وأقل ما يقال عن ذلك إنه مجال واعد وإن آثاره المحتملة على الحياة اليومية مثيرة للاهتمام، وقد أعلن باحثان في مجال أمن تكنولوجيا المعلومات من جامعة تكساس التقنية اكتشافهما لاستخدام آخر لهذه التكنولوجيا.

فقد اكتشف أبدول سيروادا وريتشارد ماتوفو نظاماً للتعلّم الآلي والذي قارن بدوره بين مجموعتين من فحوصات تخطيط الدماغ الكهربائي، حيثً تنتمي الأولى إلى مجموعة من المدمنين، بينما كانت الثانية لأشخاص مجهولين. وتمكّن الباحثان باستخدام الآلة من التعرّف وبشكل صحيح على 25% من هؤلاء الأشخاص في المجموعة الثانية ممن عرّفوا أنفسهم بأنهم مدمنون للكحول.

ويقول سيروادا: "لم نتفاجأ، حيثُ إننا نعلم أن الإشارات الدماغية غنية جداً بالمعلومات." وبالرغم من أن ذلك لم يكن بنسبة 100%، إلا أن هذا العمل المبكر يعدّ واعداً.

الهوية المؤكّدة

قد تفتح هذه التكنولوجيا آفاقاً جديدة في مجال علم الأعصاب، وكما أن التقنيات الحالية لتحديد الهوية عرضة للخروقات الأمنية (بصمات الأصابع يمكن أن تكون مزورة، وكذلك برامج التعرف على الوجوه يمكن خداعها، وما إلى ذلك)، فإن تخطيط الموجات الدماغية يمكن أن يجعل من الشخص عرضة للخطر.

ومن الجدير بالذكر أن الموجات الدماغية لا تكون على شكل نماذج بيانية خطية ومنتظمة كبصمات الأصابع، وإنما تكون خليطاً من المعلومات الشخصية الحيوية والفوضوية، والتي تصبح قابلة للوصول عن طريق تخطيط الدماغ الكهربائي (بالرغم من أن التخطيط الدقيق لهذه المعلومات لا يزال عملية صعبة وغير كاملة). ومع ذلك، فإن ظهور تطبيقات تعميم تخطيط الدماغ الكهربائي - مثل سماعات تخطيط الدماغ الكهربائي المحمولة المستخدمة في الألعاب وغيرها من تطبيقات الاسترخاء - قد يجعل من الحفاظ على خصوصية الأفكار أمراً صعباً.

ويحذر سيروادا قائلاً: "إذا كان لديك هذه التطبيقات، فأنت لا تعرف ما الذي يقرؤه التطبيق من دماغك أو لماذا ينوي [معدّو التطبيق] استخدام تلك المعلومات، لكنك تعرف بأنهم سيملكون الكثير من المعلومات."

وربما يتعيّن علينا أن نفكّر بهذا الأمر لفترة أطول بقليل.