اكتشاف وراثي قد يوفر وسيلة لاستهداف وقتل السرطان

نهج جديد

تحوي 20% تقريباً من جميع أنواع السرطانات على إحدى الطفرات التي تجعلها شديدة المقاومة للعلاج الكيميائي، وتوجد هذه الطفرة في جين KRAS. كما أن للسرطانات التي تملك هذا الجين الطافر معدل بقاء منخفض جداً لأن علاجها صعب للغاية. ولذلك، فقد ركّز الباحثون جهودهم على طرق تثبيط نشاط KRAS. لكنّ العلماء من كلية الطب بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو مع مركز مورز للسرطان نهجوا طريقاً فريداً قد يثبت أنه أكثر فعالية.

ويقول طارق رنا، الحائز على شهادة الدكتوراه وأستاذ طب الأطفال في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو ومركز مورز للسرطان والمؤلف الرئيسي للدراسة: "بدلاً من محاولة تثبيط KRAS بحد ذاته، فقد نهجنا طريقاً للبحث عن الجزيئات الأخرى التي تصبح عند تثبيطها قاتلة للخلايا في الحالة التي يكون فيها KRAS طافراً أيضاً."

الحمض الريبوزي النووي الميكروي كمثبّط

وتركّز الدراسة الجديدة - والتي نُشرت بتاريخ 3 أكتوبر في مجلة أبحاث السرطان - على تثبيط الجينات الأخرى لإنشاء مركّبات قاتلة للخلايا السرطانية التي تحفّزها طفرة KRAS. واستخدم الباحثون بغرض الدراسة الحمض الريبوزي النووي الميكروي والذي تستخدمه الخلايا الطبيعية للتحكم بالجينات العاملة وغير العاملة والجينات الأقل نشاطاً في الخلايا السرطانية، ووجدوا أن أحد الحموض الريبوزية النووية الميكروية، والذي يدعى miR-1298، يمكنه وبفعالية تثبيط النمو الخلوي المعتمد  على KRAS في خلايا سرطان الرئة وسرطان القولون والمستقيم.

وكان miR-1298 بشكل أساسي قادراً على تثبيط نمو اثنين من البروتينات النوعية في الخلايا السرطانية، وهما FAK و LAMB3، واللذان يؤديان إلى توقف نمو الخلايا السرطانية التي تحفزها طفرة KRAS.

حقوق الصورة: نظام الصحة بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو

وقام طارق رنا الحائز على شهادة الدكتوراه وزملاؤه باستخدام نماذج الفئران واكتشفوا أن الحمض الريبوزي النووي الميكروي miR-1298 يقتل تحديداً الخلايا السرطانية التي تمتلك طفرة شائعة في جين KRAS.

وكشفت النتائج عن الحمض الريبوزي النووي الميكروي كأداة محتملة للتعرف على الطرق العلاجية للسرطان في المستقبل. وتعتبر الطرق التقليدية لقتل الخلايا السرطانية حتى الآن سامة وضارة بالخلايا السليمة، وتدلنا هذه الدراسة إلى هدف محدد بدلاً من ذلك، مما يؤكد على كيفية استخدام LAMB3 كعلامة بيولوجية مُنذرة، حيث يمكن أن تتمركز جهود القضاء على السرطانات التي تحفزها طفرة KRAS، وبالتالي تقليل التأثيرات الخطرة على باقي أنحاء الجسم.