وأخيراً قد يكون هناك لقاح لحمايتنا من الزكام

عدن لنج - مرصد المستقبل

 

قام علماء بأخذ 50 نوعاً من الفيروسات الأنفية ودمجها معاً في لقاح واحد.أظهرت التجارب على الحيوانات أنه يمكن استخدام هذه الطريقة لمكافحة الزكام بشكل فعّال، على الرغم من أن التجارب على الإنسان قد تكون بعيدة بعض الشيء.

إن أحد جوانب المشكلة في إيجاد علاج فعّال للزكام هو أن هناك العديد من الاختلافات في الأسباب الرئيسية له. ولكن وجد العلماء لتوِّهم وسيلة لاستهداف السلالات المتعددة للزكام في لقاح واحد، وما يثير الدهشة هو سهولة إنتاجه.

ويذكر أن اللقاح يدمج معاً العشرات من الفيروسات الأنفية المختلفة - وهي العدوى الفيروسية المسؤولة عن معظم حالات الزكام - لإعداد مركّب لديه القدرة على مواجهتها جميعاً.

وعند تطبيق هذا العلاج على مجموعات من الفئران وقرود المكاك، وجد باحثون من جامعة إيموري أنه يحفز استجابات الأجسام المضادة لكل أنواع الفيروسات الأنفية الموجودة في الدواء، مما يقضي وبشكل فعّال على العديد من المخاطر بضربة واحدة.

ويقول أحد أعضاء الفريق مارتن مور: "من المستغرب أن أحداً لم يجرّب هذا الحل البسيط خلال السنوات الخمسين الماضية. فقد قمنا فقط بأخذ 50 نوعاً من الفيروسات الأنفية ودمجها معاً في لقاح واحد، وتأكدنا من وجود ما يكفي من كل واحد."

ولا يعدّ ذلك علاجاً للزكام حتى الآن، وإنما هو دليل على أن جهاز المناعة على قدر التحدّي في مواجهة الأسباب المتعدّدة للفيروس، عند الحيوانات على الأقل. كما تم بالفعل ترتيب موعد لإجراء التجارب على الإنسان لمعرفة فيما إذا كان يمكن الحصول على نفس التأثير.

وفي حين تمكّن العلماء سابقاً من إحراز بعض النجاح في التلقيح ضد الفيروسات الأنفية المفردة، إلا أن المشكلة تكمن في وجود الكثير منها - أكثر من 100 نوع وفقاً لآخر التقديرات - ولكل منها صفات مميزة.

كما ترتبط هذه الفيروسات بأمراض الجهاز التنفسي مثل الربو، ويمكن أن تؤدي إلى الإصابة بعدوى الأذن والجيوب الأنفية.

ومن خلال الإدخال غير الطبيعي لمجموعة واسعة من أنواع الفيروسات الأنفية إلى الجسم، يحصل الجهاز المناعي على فرصة للدفاع، ثم يكون على استعداد لمواجهة نفس الفيروسات الأنفية عندما يواجهها بشكل طبيعي.

وتم استخدام خمسة وعشرين نوعاً مختلفاً من الفيروسات الأنفية غير النشيطة عند الفئران و50 نوعاً عند قرود المكاك، وأظهرت الحيوانات في كلا الحالتين إنتاجها للأجسام المضادة المستهدفة لكل نوع من تلك الأنواع الخاصة.

وبالرغم من هذا المركّب القوي، فإن الكمية الإجمالية للبروتينات في كل جرعة هي ذاتها.

وما لم يقم العلماء باختباره هنا هو قدرة اللقاحات على منع الحيوانات من التعرض للإصابة بالمرض في وقت لاحق، إلا أن اختبارات المتابعة أظهرت أن الأجسام المضادة الناتجة عن اللقاحات يمكنها أيضاً تثبيط الفيروسات الأنفية في الخلايا البشرية في الظروف المخبرية.

وقال مور: "نعتقد بأن إعداد لقاح للزكام يمكن أن ينخفض بسبب التحديات التقنية المتعلقة بالتصنيع."

وبمجرد أن يقوم مور وزملاؤه باستقطاب عدد كافٍ من المتطوعين لإجراء التجارب للجرعة على الإنسان، فعندها سنعرف فيما إذا كان هناك فرصة للقاح بأن يكون فعّالاً عند البشر أيضاً. وأخيراً، فقد يزول أحد الأعذار لأخذ يوم إجازة عن العمل.

وقد نشرت النتائج في Nature Communications.