جديد الأخبار

علوم وتقنية

فيروس يقوم بانتزاع الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين من سمّ عناكب الأرملة السوداء

عدن لنج - مرصد المستقبل
 
  • تم اكتشاف فيروس WO الحالّ للجراثيم وبحوزته حمض نووي منتزع من سمّ عناكب الأرملة السوداء لمساعدته على الانتشار.
  • بالرغم من أن العلماء لم يشهدوا شيئاً مماثلاً من قبل، إلا أنه يعطي لمحة جديدة عن التكيّف والتطوّر الفيروسي.

الفيروس المعدلّ وراثياً

يعدّ WO فيروساً يعيش في إحدى أنواع البكتيريا التي تدعى الولبخية (Wolbachia)، والتي توجد بدورها في خلايا العديد من الحشرات. وقد قام الزوجان سيث وسارة بوردينستين المتخصّصان في هذه الفيروسات بدراستها لأكثر من عشر سنوات لحين اكتشافهما  أمراً  غريباً جداً في تسلسل الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين، حيث كانت ثلث جينات فيروس WO منحدرة من عناكب الأرملة السوداء.

ويعمل فيروس WO كجميع الفيروسات عن طريق إدخال نفسه في جينوم المُضيف. ومع تكاثر المضيف، يتم إنتاج نسخ من فيروس WO معه. ويذكر أنها من الفيروسات التي تتكاثر داخل الخلية البكتيرية، وهو ما يؤدي إلى انفجار الخلية البكتيرية وإطلاق كمية هائلة من الفيروسات إلى البيئة المحيطة. وعندما يكون فيروس WO في الخارج، فإنه يعيد نفسه بطريقة أو بأخرى من خلال خلايا الحشرات وخلايا البكتيريا. ولم يتم تفسير هذه الآلية من قبل، ولكن، وكما اكتشف الزوجان بوردينستين هذه المجموعة غير العادية من الحمض النووي الحيواني في الفيروس، فإن النظرية الحالية هي أن الفيروس قد قام بإصابة العنكبوت.

حقوق الصورة: غراهام بيردز / ويكيميديا كومنز حقوق الصورة: غراهام بيردز / ويكيميديا كومنز

ويعتبر ذلك في العادة بعيد الاحتمال، حيث تلتزم الفيروسات بحدودها البيولوجية التي قامت بتأسيسها، وفي هذه الحالة، فإن فيروسات WO ينبغي أن تصيب بكتيريا الولبخية فقط. وتقول إليزابيث ماكجرو المتخصّصة ببكتيريا الولبخية: "إنه التقرير الأول حول فيروس يقوم بإصابة مجالات متعددة من الحياة." كما تشتبه بأن فيروسات WO قد أصبحت فيروسات معدّلة وراثياً والتي قد تكون أفضل في إصابة الحيوانات من أسلافها التي تحتوي على الجينات الفيروسية فقط."

انتزاع الجينات

ويرى الزوجان بوردينستين أن فيروسات WO قد أخذت الجينات العنكبوتية لمساعدتها في أن تصبح أفضل في النفوذ عبر خلايا الحشرات وبكتيريا الولبخية وأقوى في اجتياز خطوط الدفاع المتعدّدة، ويمكن الاطلاع على أعمالهم من خلال زيارة موقع مجلة Nature Communications.

ما زال هناك الكثير مما لا نعرفه عن عالمنا والمخلوقات التي تعيش فيه، وتشير الآلية التي أظهرتها الفيروسات إلى أدلّة عظيمة حول كيفية تكيّف الأمراض الفيروسية لتصبح أقوى تجاه العلاج. وحتى هذه الأثناء، فإننا ننتظر قدوم الاكتشاف المقبل.

 

مواضيع مشابهه