جديد الأخبار

علوم وتقنية

سحابة ضخمة في طريقها للاصطدام بمجرة درب التبانة

عدن لنج - مرصد المستقبل
 
هناك سحابة فضائية عملاقة بطول 11,000 سنة ضوئية، وعرض 2,500 سنة ضوئية، على مسار تصادمي مع مجرة درب التبانة. لن يقضي علينا هذا التصادم، ولكنه سيؤدي إلى عرض ضوئي مذهل يتضمن ولادة ملياري نجم.

احفظوا هذا الموعد

أنتم مدعوون جميعاً إلى حضور تصادم ملحمي، وسيحصل في الباحة الخلفية لمجرتنا، بعد ما يقارب 30 مليون سنة من الآن. حيث تتحرك سحابة فضائية عملاقة، بسرعة 1.1 مليون كيلومتر في الساعة (700,000 ميل في الساعة)، على مسار تصادمي مع مجرة درب التبانة، وفقاً للباحثين العاملين على التلسكوب الفضائي هابل.

تسمى هذه السحابة بسحابة سميث، وهي كتلة غازية هائلة مكونة في معظمها من الهيدروجين، والكبريت الأثقل منه، يبلغ طولها 11,000 سنة ضوئية، وعرضها 2,500 سنة ضوئية (تساوي السنة الضوئية حوالي 9.5 ترليون كيلومتر). تم اكتشافها عام 1936 من قبل الفلكي الراديوي الهولندي جيل سميث، ويعتقد أن هذه السحابة الفضائية العملاقة تشكلت منذُ ما يقارب 70 مليون سنة.

ونظراً لارتفاع تركيز غاز الكبريت فيها، يعتقد العلماء أن سحابة سميث قد تشكلت على الأرجح في مجرة درب التبانة، ولكن لا يبدو أن أحداً تمكن من تفسير كيفية انفصالها عن المجرة. والآن، تعود هذه السحابة، مثيرةً ضجة مدوية.

ثابتة وكونية

لنكن واضحين على أية حال: لن نموت بسبب هذا التصادم - على الأقل لن يموت أحد على سطح الأرض - لأن هذا سيحدث على بعد آلاف السنوات الضوئية منا، على أقصى أطراف مجرة درب التبانة. ولن تعاني الحياة (البشرية أو الاصطناعية) في كوكب الأرض بعد 30 مليون سنة بسبب هذا التصادم مع السحب. بدلاً من ذلك، سيستمتعون بعرض ضوئي خلاب يتضمن ولادة مليوني نجم.

يعتبر هذا تذكيراً من النجوم بكيفية حدوث التطور. يشرح آندرو فوكس، وهو فلكي في معهد علوم التلسكوب الفضائي، وباحث أساسي في موضوع سحابة سميث، فيتصريح له:

تشكّل هذه السحابة مثالاً على كيفية تغير المجرة مع مرور الزمن. إنها تخبرنا أن درب التبانة هي مكان نشط ويضج بالحركة، حيث يمكن للغاز أن ينطلق من إحدى جهات قرص المجرة، ويعود إليها من جهة أخرى.

يضيف فوكس: "إن مجرتنا تعيد تكرير غازاتها عبر السحب، مثل سحابة سميث، وستشكل نجوماً في أماكن مختلفة عن ذي قبل. من شأن قياسات هابل لسحابة سميث أن تساعدنا على تخيل مدى نشاط أقراص المجرات."

 
 

مواضيع مشابهه