جديد الأخبار

علوم وتقنية

اكتشاف جديد قد يزوّد العلماء بوسيلة لتدمير الخلايا السرطانية

عدن لنج - مرصد المستقبل

من المتوقع أن يرتفع عدد الأشخاص الذين يعيشون بعد تشخيص إصابتهم بالسرطان إلى نحو 19 مليون شخص بحلول عام 2024.

كان لهذا المركّب الجديد القدرة على تثبيط أحد البروتينات الضرورية للنمو المستمر لما يصل إلى ربع كافة أنواع السرطان.

الخلايا التي تتجنّب الموت

للمركّب الجديد الذي اكتشِف من قبل شركتي الأدوية العالميتين سرفيير وفيرناليس (للبحث والتطوير) القدرة على الوقاية من العديد من أنواع السرطانات التي تصيب الإنسان.

وتشير الدراسة - التي نشرت في مجلة  نيتشر - إلى أن السرطانات تظهر على هيئة نمو ضار وغير طبيعي للخلايا في الجسم. وتعدّ الخلايا السرطانية سهلة التكيّف بشكل خاص لأنها يمكنها أن تتجنب الموت الخلوي المبرمج، وهو الآلية الخلوية التي تنظم معدل انقسام الخلايا، وفيه تقوم كتل الخلايا التي لم تعد لازمة بالانتحار. وتتجنب الخلايا السرطانية ذلك عن طريق امتلاكها لبروتين يسمى ابيضاض الدم ذا الخلايا النقوية 1 (MCL1).

ويقول غيوم ليزين من معهد والتر أند إليزا هول، وهو أحد المصانع الشريكة في الدراسة: "يعدّ بروتين ابيضاض الدم ذو الخلايا النقوية 1 مهماً للكثير من السرطانات لأنه بروتين داعم للبقاء والذي يسمح للخلايا السرطانية بتجنب عملية الموت الخلوي المبرمج والذي عادةً ما يزيل خلايا السرطان من الجسم".

ويقترح الباحثون حلّ ذلك باستخدام مركّب يسمّى S63845، وهو جزيء تم اصطناعه من قبل شركة سرفيير، ويقول ليزين: "أظهرت الدراسات الموسّعة التي أجريت في مجموعة متنوعة من النماذج السرطانية أن مركّب S63845 يستهدف وبشكل فعّال الخلايا السرطانية التي تعتمد على بروتين ابيضاض الدم ذي الخلايا النقوية 1 لبقائها على قيد الحياة". وبالتالي فإن استخدام هذا المركّب لتثبيط البروتين يؤدي إلى عدم قدرة السرطان على النمو.

مستقبل خالٍ من السرطان

أظهرت مجموعة ليزين البحثية، جنباً إلى جنب مع اختصاصيين في أمراض الدم من مستشفى ألفريد وعلماء من شركة سرفيير بأن المركّب كان فعّالاً تجاه العديد من أنواع السرطان، بما فيها ابيضاض الدم النقوي الحاد، وسرطان الغدد الليمفاوية، والورم النقوي المتعدّد، وكذلك السرطانات الصلبة مثل الميلانوما وسرطانات الرئة و الثدي. كما أفادوا أيضاً بأنه يمكن إعطاء مركّب S63845 للمرضى بالجرعات التي يمكن تحمّلها بواسطة الخلايا الطبيعية.

ويعتقد ليزين أن هذه الدراسة تدعم الأبحاث السابقة حول كيفية بقاء السرطان، وكيفية علاجها. ويُذكر أن مركّب S63845 هو عضو من فئة جديدة من الأدوية المضادة للسرطان التي تسمّى محاكيات BH3. حيث يقول: "تقوم محاكيات BH3 بتثبيط مجموعة من البروتينات تعرف باسم بروتينات BCL-2 الداعمة للبقاء. ويعدّ بروتين ابيضاض الدم ذو الخلايا النقوية 1 أحد أعضاء هذه العائلة من البروتينات".

ومن الجدير بالذكر أن هذه الدراسة لا تزال في مراحلها الأولى، ومن المرجّح بأنه لن يتم اختبارها على البشر قريباً، إلا أنها خطوة أخرى نحو تأمين مستقبل أفضل خالٍ من السرطان.

 

مواضيع مشابهه