واطسون ينصح بنفس العلاج الذي ينصح به الأطباء في 99% من حالات السرطان

ننادي الدكتور واطسون

الذكاء الاصطناعي يعد بأن يصبح أكثر من مجرد رئيسخدم روبوتي، حيث يستطيع أن ينقذ الأرواح فعلياً. وقد تكون مساهمة الذكاء الاصطناعي في مجال الصحة والأبحاث الطبية مهمة للغاية. وقد أدركت شركة IBM هذا، وترغب بأن يكون واطسون - الذكاء الاصطناعي الخاص بها - في مقدمة هذا التطور.

واطسون أكثر من مجرد ذكاء اصطناعي تمكن من التغلب على الأبطال البشريين في لعبة جيوباردي في 2011. حالياً، يعمل واطسون في مجال الجينات، ويساعد على تشخيص السرطان، وذلك بالاعتماد على قوته في معالجة الكلمات. يمكن لهذا الذكاء الاصطناعي أن يقرأ ويفسر الكلمات عبر معالجة اللغة الطبيعية، وببراعة.

اختبر الخبراء البشريون في مدرسة الطب بجامعة نورث كارولينا الذكاء الاصطناعي واطسون بجعله يحلل 1,000 تشخيص سرطاني. وفي 99% من الحالات، تمكن واطسون من أن ينصح بخطة علاجية طابقت الاقتراحات الفعلية التي قدمها أخصائيو الأورام. إضافة إلى هذا - ونظراً لقدرته على قراءة ومعالجة آلاف الوثائق في دقائق - تمكن واطسون من تقديم خيارات علاجية فاتت الأطباء في 30% من الحالات. حيث تمكن الذكاء الاصطناعي - بفضل قوة المعالجة لديه - من أن يأخذ بعين الاعتبار جميع الأوراق البحثية أو الاختبارات السريرية التي ربما لم يطلع عليها الأطباء البشرين عند التشخيص.

تعمل IBM أيضاً بالاشتراك مع شركة المخابر الطبية كويست دياجنوستيكس، وذلك لتقديم تتابعات جينية مرتبطة بتحليل تشخيصي، بالاعتماد على واطسون، وستكون هذه الخدمة متوفرة كخدمة سحابية متاحة لمختصي الأورام. يقول جون إ. كيلي - نائب مدير أول، ومشرف على مخابر الأبحاث في IBM والناحية التجارية لواطسون - لجريدة نيويورك تايمز: "هذا استثمار كبير لواطسون في مجال طب الأورام."

استثمار كبير

تأخذ IBM إدخال واطسون في مجال الرعاية الصحية على محمل الجد. وهي جدية تساوي مليارات الدولارات. حيث أنفقت 4 مليارات دولار لشراء شركات تمتلك كميات كبيرة من البيانات الطبية، ابتداء من الفواتير وصولاً إلى صور الرنين المغناطيسي، وذلك لبناء المصداقية الطبية لواطسون، ويبدو أن هذا الاستثمار في محله.

يمثل المجال الطبي ثلثي الاستثمارات لوحدات واطسون للذكاء الاصطناعي. وعلاوة على هذا، فقد ينتج واطسون دخلاً يبلغ 500 مليون دولار هذه السنة، وفقاً لتقديرات من فرع الأبحاث الاستثمارية للبنك السويسري UBS. ويمكن لهذا الرقم أن يصل إلى 6 مليار دولار بحلول العام 2020 وما يقارب من 17 مليار دولار بحلول العام 2022.

تقول المحللة المستقلة جوديث هورويتز في المقالة المنشورة في نيويورك تايمز: "اتخذت IBM مقاربة مختلفة للغاية عن جوجل، وأمازون، ومايكروسوفت، وذلك باستثمار البيانات وخبرات المختصين."

يبرهن واطسون أن الذكاء الاصطناعي هو مستقبل علوم الجينات، وربما، مستقبل شركة IBM بكاملها.