جديد الأخبار

علوم وتقنية

اكتشاف وراثي جديد يمكن أن يساعدنا في تنظيم النوم

عدن لنج - مرصد المستقبل

يعاني سنوياً نحو 40 مليون شخص في الولايات المتحدة من اضطرابات النوم المزمنة طويلة الأمد، كما يعاني 20 مليون شخص آخرين من مشاكل النوم في بعض الأحيان.

يأمل العلماء بأن يكون الاكتشاف الأخير لبعض الجينات الرئيسية هو مجرد بداية لرحلتنا الطويلة لكشف أسرار تنظيم النوم.

طافرات النوم

تقدّم العلماء كثيراً في فهم النوم. حيث نعرف حالياً أن النوم يتألف عادةً من مرحلة حركة العين السريعة (REM) وحلقات النوم ذات حركات العين غير السريعة، كما تم تحديد الشبكات العصبية المنتشرة في الدماغ والتي تقوم بالتحويل بين مرحلة حركة العين السريعة ومراحل حركات العين غير السريعة وصولاً إلى اليقظة. وتناقش حالياً إحدى الدراسات التي نُشرت في مجلة نيتشر من قبل الباحثين في جامعة تسوكوبا بعض الآليات الجزيئية المشاركة في النوم.

وباستخدام الفئران التي تملك طفرات عشوائية ناجمة عن مواد كيميائية مُسبّبة للطفرات، فقد حدد الباحثون أدوار اثنين من البروتينات في تنظيم النوم وفي الحفاظ على فترات مرحلة حركة العين السريعة(REM) . وركزوا على اثنين من الأنماط الظاهرية، وهما النعاسي وغير الأحلامي. حيث كان النمط الأول عند إحدى سلالات الفئران الطافرة التي أظهرت وقتاً طويلاً للنوم، بينما أظهر النمط الثاني فترات قصيرة وغير مستقرة لمرحلة حركة العين السريعة.

ويقول أبرز مؤلفي هذه الدراسة ماساشي ياناجيساوا: "من المدهش بأننا لا نعرف شيئاً تقريباً عن السؤال البسيط حول ما هية "النعاس" فيزيائياً في الدماغ، وسنبدأ من هذه الجينات لنحاول حل اللغز الكبير".

تنظيم النوم

وكان لدى الفئران الناعسة الجين الطافر Sik3، وهو المسؤول عن ترميز الانزيم (SIK3) الذي يتم التعبير عنه في الخلايا العصبية للدماغ والتي تتحكم في البروتينات الأخرى. ويقول المؤلف الأول هيروماسا فوناتو: "لاحظنا بأن الفئران الطافرة الناعسة قد أظهرت استجابة مفرطة للحرمان من النوم. وكشف فحص أدمغة الفئران المحرومة من النوم تغيرات في فسفرة الأحماض الأمينية في البروتين SIK3. واضطربت هذه التغيرات من قبل طفرة Sik3 عند الفئران الناعسة، وهذا هو السبب وراء حاجتها المتزايدة للنوم".

حقوق الصورة: Zeology حقوق الصورة: Zeology

من ناحية أخرى، كان لدى الفئران طفرة في جين Nalcn، والذي يفترض أن يتحكم بترميز إحدى قنوات الأيونات التي تنظم الاستثارة العصبية، وذلك وفقاً للمؤلف المشارك تشيكا ميوشي، حيث قال: "أدت طفرات الفئران إلى ازدياد ناقلية الأيونات عبر القناة وزيادة نشاط الخلايا العصبية التي تقوم بإنهاء مرحلة حركة العين السريعة، الأمر الذي يتوافق مع عدم استقرار مرحلة حركة العين السريعة."

ومن الواضح بأن هناك أكثر من مجرد هذين البروتينين بالنسبة للنوم. وكما يقول ياناجيساوا: "نأمل بأن يكون اكتشاف هذه الجينات الرئيسية هو مجرد بداية لرحلتنا الطويلة لكشف أسرار تنظيم النوم". وقد تكون الأبحاث المستمرة حول هذا الموضوع مفيدة في المستقبل. وعلى أقل تقدير، فإن الأبحاث من هذا النوع قد تفيد يوماً ما في مواجهة الأرق أو اضطرابات النوم الأخرى

 
 
 

مواضيع مشابهه